الذهب يفقد بعض مكاسبه لكنه يبقى قويًا وسط ضبابية الفيدرالي وتصاعد التوترات الجيوسياسية
تراجع الذهب من قمته الأسبوعية مع جني الأرباح، لكنه يظل مدعومًا بحالة عدم اليقين في سياسة الفيدرالي والتوترات بين روسيا وأوكرانيا وضعف بيانات العمل الأمريكية.
يشهد الذهب بعض التراجع بعد صعود قوي، إذ تراجع زوج الذهب/الدولار (XAU/USD) عن أعلى مستوى له في سبعة أسابيع عند 4353 دولار، مع اتجاه المتداولين إلى جني الأرباح قبيل عطلة نهاية الأسبوع. ورغم هذا التراجع، لا يزال المعدن الأصفر محتفظًا بمكاسب أسبوعية تتجاوز 0.51%، ويتداول حاليًا قرب 4302 دولار بينما يراقب المستثمرون تصريحات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وفي ظل غياب بيانات اقتصادية أمريكية مؤثرة، برزت تصريحات مسؤولي الفيدرالي في التأثير على معنويات الأسواق، حيث أعرب اثنان من أعضاء اللجنة الذين عارضوا خفض الفائدة الأخير عن قلقهم من استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة. ويعزز من هذا القلق نقص بيانات التضخم، خاصة مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، الذي تعرّض للتشويه نتيجة إغلاق الحكومة الأمريكية، بحسب تصريحات سابقة لرئيس الفيدرالي جيروم باول.
وزادت بيانات البطالة الأمريكية الصادرة يوم الخميس من احتمالات استمرار هذا الغموض، بعد ارتفاع طلبات إعانة البطالة بشكل أكبر من المتوقع، ما يشير إلى بعض التباطؤ في سوق العمل. وفي الوقت ذاته، لا تزال الأوضاع الجيوسياسية تلعب دورًا مؤثرًا، خاصة بعد تعثر محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، واستياء الرئيس الأمريكي ترامب من عدم توقيع كييف على خطة السلام التي طرحتها واشنطن.
وتباينت مواقف مسؤولي الفيدرالي، فبينما رأى جيفري شميت أن التضخم لا يزال مرتفعًا وأن السياسة يجب أن تبقى مقيدة، دعا أوستان جولسبي إلى التمهل في أي قرارات جديدة حتى تتضح صورة التضخم وسوق العمل، متوقعًا إمكانية خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس العام المقبل في حال تطور الاقتصاد كما هو متوقع. في المقابل، ركزت آنا بولسون على علامات الضعف في سوق العمل، معتبرة أن التضخم قد يتراجع العام المقبل مع تلاشي آثار التعريفات التجارية. أما بيث هاماك، رئيسة فيدرالي كليفلاند، فشددت على ضرورة إبقاء السياسة النقدية في نطاق أكثر تقييدًا لضبط التضخم.
وعلى صعيد البيانات، ارتفعت مطالبات إعانات البطالة الأولية الأسبوع الماضي إلى 236 ألف طلب، بينما تراجعت مطالبات البطالة المستمرة إلى 1.838 مليون، في إشارة إلى استمرار بعض الاستقرار في سوق العمل. ومع ارتفاع عوائد السندات الأمريكية لأجل عشرة أعوام إلى 4.19% وتراجع العوائد الحقيقية، ظل الذهب مدعومًا نسبيًا، بينما استقر مؤشر الدولار الأمريكي عند مستوى 98.35.
ومن الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه العام للذهب صعوديًا مع بقاء المشترين في موقع السيطرة، حيث تشير قراءات مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى قوة زخم الشراء. وإذا تمكن السعر من تجاوز مستوى 4353 دولار مجددًا، فقد يمهد ذلك الطريق لاختبار أعلى مستوى تاريخي عند 4381 دولار، ثم مستويات 4400 و4450 و4500 دولار. أما في حال تراجع السعر إلى ما دون مستوى 4285 دولار، فقد يتجه الذهب نحو 4250 دولار، ثم 4200 دولار.