الذهب يقفز لقمة تاريخية جديدة مع ترقب إشارات الفيدرالي وتصاعد التوترات العالمية
ارتفع الذهب إلى مستوى قياسي جديد قرب 3791 دولار مدعومًا بآمال خفض الفائدة الأمريكية وتصاعد التوترات الجيوسياسية التي عززت الطلب على الملاذات الآمنة.

واصل الذهب تسجيل أرقام قياسية جديدة يوم الثلاثاء، حيث صعد إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 3791 دولار للأونصة قبل أن يتراجع قليلًا إلى حدود 3780 دولار. جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتوقعات السوق بمزيد من خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر المقبلة، إضافة إلى المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة التي دعمت الطلب على المعدن كملاذ آمن.
ورغم خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، ما زالت الأسواق تسعّر احتمال خفض إضافي مرتين قبل نهاية العام. هذا التوجه يعزز جاذبية الذهب، إذ يؤدي تراجع العوائد وتكاليف الاقتراض إلى زيادة الإقبال عليه.
مع ذلك، بدت آراء مسؤولي الفيدرالي منقسمة؛ حيث دعا المحافظ ستيفن ميران إلى تخفيضات أكثر عمقًا بمقدار 50 نقطة أساس، محذرًا من أن السياسة الحالية تقيد النشاط الاقتصادي وتعرض سوق العمل للخطر، بينما أبدى آخرون مثل بيث هاماك ورافائيل بوستيك حذرًا أكبر، مؤكدين أن التسرع في التيسير قد يعيد إشعال ضغوط التضخم.
وتشير بيانات العقود الآجلة للأموال الفيدرالية إلى أن الأسواق ترى احتمالًا بنسبة 92% لخفض آخر في أكتوبر، مع فرص تقارب 73% لخفض إضافي في ديسمبر. في هذا السياق، ينتظر المتداولون كلمة رئيس الفيدرالي جيروم باول في وقت لاحق اليوم للحصول على إشارات أوضح حول توجهات السياسة النقدية المقبلة.
على الجانب الآخر، تلعب العوامل الجيوسياسية دورًا محوريًا في دعم الذهب. فقد ارتفعت التوترات بين روسيا وحلف الناتو بعد حوادث في المجال الجوي شرق أوروبا، بينما يزداد الضغط على إيران بشأن ملفها النووي، فضلًا عن استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط. كما كشفت تقارير عن مساعي الصين لجذب البنوك المركزية الأجنبية لتخزين احتياطياتها من الذهب في بورصة شنغهاي، في خطوة تهدف إلى تعزيز نفوذها في السوق العالمية.
من الناحية الفنية، يستمر الاتجاه الصاعد للذهب مدعومًا بالزخم القوي، إذ يتداول فوق مستويات الدعم الرئيسية والمتوسطات المتحركة، رغم وصول مؤشرات القوة النسبية إلى مناطق التشبع الشرائي. ويُنظر إلى 3750 دولار كدعم أولي قصير الأجل، بينما يمثل مستوى 3700 دولار منطقة ارتكاز أساسية، ما يبقي المجال مفتوحًا أمام تسجيل قمم تاريخية جديدة في حال استمرار الزخم.