الذهب يقفز مع تراجع التضخم الأمريكي وتزايد رهانات خفض الفائدة
ارتفعت أسعار الذهب مدعومة ببيانات التضخم الأمريكية الضعيفة لشهر مايو، مما زاد من رهانات المستثمرين على خفض مرتقب في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. الترقب يزداد أيضًا وسط تقدم نسبي في المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، مما يضيف زخمًا لسوق الذهب.

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا يوم الأربعاء، مستفيدة من تراجع معدل التضخم في الولايات المتحدة خلال شهر مايو، الأمر الذي دفع المستثمرين لتكثيف توقعاتهم باتجاه خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر المقبل. وبلغ سعر الذهب مقابل الدولار الأمريكي (XAU/USD) أعلى مستوياته خلال الجلسة عند 3360 دولارًا، قبل أن يتراجع قليلًا ويتداول حاليًا قرب مستوى 3327 دولارًا.
جاء تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر مايو أضعف من التوقعات، ما زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن وسط مؤشرات على تباطؤ الضغوط التضخمية. وقد ساهمت هذه البيانات في خفض مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في أربعة أيام، متراجعًا بنسبة 0.44% إلى 98.61، كما تراجعت عوائد السندات الأمريكية، مما وفر دعمًا إضافيًا للمعدن الأصفر.
في خلفية المشهد الاقتصادي، أحرزت المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تقدمًا، وفقًا لتصريحات مسؤولي البلدين، إلا أن التنفيذ الرسمي لاتفاق الإطار لا يزال بانتظار الضوء الأخضر من الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ. هذا التقدم الجزئي أضفى بعض الاستقرار على الأسواق لكنه لم يُنهِ حالة عدم اليقين بعد، مما عزز من الطلب على الذهب.
وبينما يتابع المستثمرون عن كثب البيانات القادمة، وعلى رأسها مؤشرا أسعار المنتجين (PPI) والوظائف، فإن التقلبات لا تزال تسيطر على توقعات السياسة النقدية، خاصةً مع مؤشرات على استمرار الضغوط الأساسية في أسعار السلع والخدمات.
من الناحية الفنية، لا يزال الذهب متماسكًا دون مستوى 3400 دولار، وتُظهر المؤشرات الفنية مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) ترددًا بين المشترين. اختراق مستوى 3350 دولار قد يفتح المجال لاختبار مستويات أعلى عند 3400 ثم 3450 دولار، في حين أن كسر الدعم عند 3300 دولار قد يدفع السعر لاختبار المتوسط المتحرك لخمسين يومًا عند 3269 دولار، وربما يصل إلى دعم أعمق عند مستوى 3167 دولار.
على الصعيد الجيوسياسي، لا تزال المخاوف قائمة بعد أن أشار الرئيس الأمريكي ترامب إلى تصاعد التوترات مع إيران، مما يزيد من احتمالية بقاء الذهب مدعومًا خلال الفترة المقبلة في ظل هذا المزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية.