الذهب يكسر حاجز 3300 دولار مع تراجع الدولار وترقُّب قرارات الفيدرالي الأمريكي
قفز الذهب فوق 3300 دولار وسط ضعف الدولار وترقُّب المتداولين لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي، رغم بيانات أمريكية تعكس صمود الاقتصاد. يأتي ذلك في ظل تصريحات من ترامب وإشارات فنية تدعم استمرار الصعود.

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بأكثر من 2% يوم الاثنين، لتتجاوز 3300 دولار للأوقية، في ظل تراجع الدولار الأمريكي رغم البيانات الاقتصادية التي تعكس متانة الاقتصاد في الولايات المتحدة. وارتفع الذهب أكثر من 70 دولارًا في جلسة واحدة، متداولًا حول 3309 دولارات بعد أن لامس أدنى مستوى له خلال اليوم عند 3237 دولارًا.
جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتراجع العملة الأمريكية، في وقت أظهر فيه مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات من معهد إدارة التوريد (ISM) نمواً في النشاط الخدمي، مع صعود المؤشر إلى 51.6 نقطة، متجاوزًا التوقعات، ومشيرًا إلى ارتفاع ضغوط الأسعار عبر المؤشر الفرعي للمدفوعات الذي قفز إلى أعلى مستوى له منذ فبراير 2023.
وعلى الصعيد السياسي، أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية، كما دعا مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة، رغم تأكيده عدم عزله لرئيس الفيدرالي جيروم باول قبل نهاية ولايته في مايو 2026. ترامب أشار أيضًا إلى استمرار المحادثات مع عدة دول أبرزها الصين، سعيًا لاتفاق تجاري شامل.
في الأسواق، تستعد الأنظار لاجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي يوم الأربعاء، وسط توقعات شبه مؤكدة بعدم تغيير أسعار الفائدة، بينما يُنتظر أن يُدلي باول بتصريحات قد توفر إشارات حول توجه السياسة النقدية قبيل تحديث التوقعات في يونيو.
وفي سياق متصل، تواصل أسعار الذهب الصعود رغم ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، إذ سجل العائد على سندات العشر سنوات 4.35%، بينما ارتفعت العوائد الحقيقية إلى 2.087%. وتُظهر بيانات الوظائف الأخيرة استمرار قوة سوق العمل، رغم تراجع طفيف في النمو مقارنة بشهر مارس، مع بقاء معدل البطالة عند 4.2%.
فنيًا، تُظهر حركة الأسعار إشارات على استمرار الزخم الصعودي، مدعومة بنمط "هارامي صاعد" ومؤشر القوة النسبية المتجه صعودًا. وإذا استمرت الاندفاعة الحالية، قد يواجه الذهب مقاومات عند مستويات 3350 ثم 3400 دولار، بينما يشكل كسر مستوى 3300 دولار نحو الأسفل احتمالًا للعودة إلى دعم 3200 و3167 دولارًا.