الذهب يلتقط أنفاسه قرب مستوياته القياسية مع ترقب كلمة باول وسط تصاعد التوترات العالمية

بعد صعوده التاريخي إلى مشارف 4180 دولارًا، يتماسك الذهب بينما يترقب المستثمرون كلمة جيروم باول بحثًا عن إشارات حول خفض الفائدة وسط اضطرابات تجارية وجيوسياسية متصاعدة.

Oct 14, 2025 - 15:27
الذهب يلتقط أنفاسه قرب مستوياته القياسية مع ترقب كلمة باول وسط تصاعد التوترات العالمية

استقر الذهب يوم الثلاثاء بعد موجة صعود تاريخية دفعته إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند نحو 4179 دولارًا للأوقية، حيث فضّل المستثمرون التريث قبل خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول المترقب مساء اليوم. يأتي هذا الاستقرار في وقت تتزايد فيه المخاطر العالمية، بدءًا من تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وصولًا إلى الاضطرابات السياسية في أوروبا وآسيا.

في أحدث التطورات، أعلنت الصين فرض رسوم جديدة على الموانئ تستهدف السفن المرتبطة بالولايات المتحدة، في خطوة تعكس الرد على القيود الأمريكية الأخيرة. كما فرضت بكين عقوبات على خمس شركات أمريكية تابعة لهانوها أوشن الكورية الجنوبية، متهمة إياها بالمشاركة في أنشطة تضر بمصالح الصين. هذه الإجراءات عززت المخاوف من اتساع نطاق النزاع التجاري ليشمل قطاعات النقل والخدمات اللوجستية، ما يهدد استقرار سلاسل التوريد العالمية.

على الصعيد السياسي، تشهد فرنسا حالة من الغموض بعد استقالة وإعادة تعيين رئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو، الذي يسعى لإقرار ميزانية عام 2026 وسط تهديدات من المعارضة بطرح تصويت بحجب الثقة. وفي اليابان، أدى انهيار التحالف الذي استمر 26 عامًا بين الحزب الليبرالي الديمقراطي وحزب كوميتو إلى إدخال البلاد في مرحلة من عدم اليقين السياسي، مع بدء مشاورات لتشكيل حكومة جديدة.

أما في الولايات المتحدة، فيستمر الإغلاق الحكومي للأسبوع الثالث على التوالي، ما يزيد من قلق الأسواق قبل تصويت مرتقب في الكونغرس على تمويل مؤقت. كل هذه العوامل دفعت المستثمرين إلى البحث عن الأمان في الذهب، الذي ارتفع بأكثر من 50٪ منذ بداية العام، محققًا أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979، مدعومًا بتوقعات خفض الفائدة الفيدرالية مرتين هذا العام وعمليات الشراء المكثفة من البنوك المركزية حول العالم.

من الناحية الفنية، ما زال الاتجاه الصاعد للذهب قويًا رغم التراجع المحدود من القمة، حيث حافظ المعدن على تمركزه فوق منطقة الدعم القوية عند 4090–4050 دولارًا. وبحسب محللين، فإن الحفاظ على هذه المستويات قد يمهّد الطريق لمحاولة جديدة لاختبار المستوى النفسي 4200 دولار إذا جاءت تصريحات باول أقل تشددًا مما يتوقعه السوق.