الذهب يلمع مجددًا: التوترات الجيوسياسية والتوقعات الاقتصادية تدفع الأسعار نحو القمة

شهدت أسعار الذهب (XAU/USD) ارتفاعًا ملحوظًا يوم الخميس، مدفوعة بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى تجدد التهديدات المتعلقة بالرسوم الجمركية من جانب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وتتداول الأسعار حاليًا بالقرب من 3380 دولارًا للأونصة، مقتربة من مستويات مقاومة فنية مهمة.

وجاء هذا الصعود في ظل تقارير تفيد بأن إسرائيل تدرس تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران خلال الأيام القادمة، إلى جانب تصريحات لترامب أكد فيها تحريك قوات أمريكية من مناطق بالشرق الأوسط، مما زاد من حالة عدم اليقين قبل جولة جديدة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران. وبالتوازي مع هذه التطورات، حذر ترامب من أن الولايات المتحدة ستفرض شروطها الخاصة فيما يتعلق بالرسوم التجارية، مما ألقى بظلال سلبية على الآمال بشأن هدنة تجارية مع الصين.

على الجانب الاقتصادي، تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) في الولايات المتحدة، والذي قد يعزز الرؤية القائلة بأن وتيرة التضخم تتباطأ، خاصة بعد صدور أرقام مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) التي أظهرت تراجعًا في التضخم. أي تأكيد إضافي لتراجع الضغوط التضخمية قد يعزز من فرص خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما ينعكس سلبًا على الدولار ويدعم الذهب.

تشير توقعات الأسواق حاليًا إلى احتمال بنسبة 70% لخفض الفائدة في اجتماع سبتمبر، ارتفاعًا من 52% قبل صدور بيانات التضخم الأخيرة. كما أظهر تقرير البنك المركزي الأوروبي أن حيازات البنوك المركزية العالمية من الذهب لا تزال قرب أعلى مستوياتها منذ عقود، مما يوفر دعمًا إضافيًا للمعدن النفيس.

فنيًا، يختبر الذهب منطقة مقاومة قوية عند 3380 دولار، ضمن نمط صعودي يُعرف بـ"الوتد الصاعد". وإذا تم اختراق هذا المستوى، فقد يتجه السعر نحو 3400 دولار ثم إلى قمم أبريل التاريخية عند 3500 دولار. ويظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) تحيزًا صعوديًا، ما يشير إلى إمكانية استمرار الزخم. وعلى الجانب الآخر، تبقى مستويات الدعم عند 3350 دولار ثم 3291 دولار وفقًا لتصحيحات فيبوناتشي، وهي النقاط التي قد تحد من أي تراجع محتمل.