الذهب يلمع وسط العاصفة: صعود قوي بنسبة 2% بعد تهديدات ترامب الجمركية وتدهور الثقة بالدولار
ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ بنسبة 2%، مدفوعة بمخاوف المستثمرين من تصاعد التوترات التجارية بعد تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على واردات الاتحاد الأوروبي. كما ساهمت المخاوف بشأن العجز المالي الأمريكي وضعف الدولار في تعزيز الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن.

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قويًا يوم الجمعة، لتواصل صعودها للأسبوع الثالث على التوالي، مدفوعة بتزايد الطلب على الأصول الآمنة بعد تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته ضد الاتحاد الأوروبي، مهددًا بفرض رسوم جمركية ضخمة بنسبة 50% على الواردات اعتبارًا من الأول من يونيو. في ضوء هذه التطورات، ارتفع سعر الذهب مقابل الدولار ليصل إلى نحو 3359 دولار، محققًا مكاسب يومية قاربت 2% وأسبوعية تجاوزت 5%.
التحركات الحادة في السوق جاءت وسط أجواء سياسية واقتصادية متوترة، حيث أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع ميزانية ضخم سيرفع سقف الدين بنحو 4 تريليونات دولار، ما زاد من مخاوف العجز المالي وترك أثرًا سلبيًا على الثقة بالدولار الأمريكي، الذي تراجع إلى 99.24 أمام سلة العملات الرئيسية.
من جانب آخر، ساهمت تهدئة التوترات الجيوسياسية في ملفات أوكرانيا وإيران في تقليل الضغوط، إلا أن الأسواق ظلت حذرة، خاصة مع تراجع عوائد السندات الأمريكية. في هذا السياق، انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنحو ثلاث نقاط أساس، كما تراجعت العوائد الحقيقية، مما قدم دعمًا إضافيًا للذهب.
الأنظار الآن تتجه نحو بيانات اقتصادية مرتقبة الأسبوع المقبل، تشمل محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، بيانات الناتج المحلي الإجمالي، ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهي مؤشرات قد تؤثر على توجهات السياسة النقدية.
من الناحية الفنية، يظهر أن الذهب يحتفظ بزخم صعودي قوي، وقد يختبر قريبًا مستويات مقاومة رئيسية عند 3400 دولار، مع استمرار الدعم فوق 3300 دولار كمستوى محوري للاتجاه العام.