الذهب ينتعش بعد هبوط حاد مع ترقب الأسواق لمحادثات واشنطن وبكين وسط توتر جيوسياسي وإغلاق حكومي أمريكي مطول

ارتفع الذهب (XAU/USD) بشكل طفيف يوم الاثنين، متعافيًا من الخسائر الحادة التي شهدها بنهاية الأسبوع الماضي حين تراجع من قممه التاريخية قرب 4380 دولارًا. وفي منتصف الجلسة الأوروبية، كان المعدن الأصفر يتداول حول 4280 دولارًا بارتفاع يفوق 0.5% خلال اليوم، في ظل هدوء نسبي في الأسواق وترقب لمحركات جديدة.

شهد الذهب يوم الجمعة أكبر انخفاض يومي منذ منتصف مايو بنسبة 1.76% بعد أن خفف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته تجاه الصين، مؤكدًا أن الرسوم الجمركية بنسبة 100% “غير مستدامة”. هذه التصريحات ساهمت في تهدئة المخاوف التجارية مؤقتًا، مما دعم الدولار الأمريكي ورفع عوائد السندات، ودفع المستثمرين إلى جني الأرباح من الذهب.

ورغم الانفراجة المحدودة في العلاقات الأمريكية الصينية، لا تزال الأسواق متوترة. فالتقلبات المستمرة في تصريحات ترامب تبقي حالة الضبابية الاقتصادية قائمة، وسط انتظار لاجتماع مقرر هذا الأسبوع في ماليزيا بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ لاستئناف الحوار التجاري.

إلى جانب الملف التجاري، تتابع الأسواق تطورات الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي دخل يومه العشرين دون بوادر انفراج بعد فشل مجلس الشيوخ عشر مرات في تمرير مشروع تمويل مؤقت. هذا الجمود السياسي يزيد الضغوط على ثقة الأسواق، خصوصًا مع اقتراب صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) ومؤشرات مديري المشتريات (PMI) يوم الجمعة، والتي ستُستأنف بعد تأجيلها بسبب الإغلاق.

كما ساهمت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في دعم المعدن كملاذ آمن، بعد أن شنت إسرائيل غارات جوية جديدة على غزة ردًا على “انتهاكات مزعومة” لوقف إطلاق النار، ما أعاد إشعال المخاوف من تصعيد أوسع في المنطقة.

ورغم التصحيح الأخير، لا تزال العوامل الداعمة للذهب قوية، إذ يحافظ المعدن على زخمه بدعم من توقعات التيسير النقدي من الفيدرالي الأمريكي، واستمرار الطلب المؤسسي من البنوك المركزية، إلى جانب التدفقات المستقرة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب.

من الناحية الفنية، يستقر XAU/USD فوق دعم رئيسي عند 4220 دولارًا، بينما يشير الثبات فوق المتوسط المتحرك لـ21 فترة عند 4256 دولارًا إلى استمرار اهتمام المشترين. في حال تجاوز المقاومة عند 4300 دولار، قد يعيد الذهب اختبار قمته القياسية قرب 4380 دولارًا، بينما سيشير كسر مستوى 4200 دولار إلى تصحيح أعمق نحو 4140 دولارًا.

يظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) قراءة عند 57، ما يعكس توازنًا نسبيًا في الزخم، ويدعم سيناريو التماسك الصعودي الصحي بدلًا من انعكاس هبوطي قوي، ما يبقي النظرة العامة إيجابية على المدى القريب.