الذهب ينزلق بقوة مع انحسار التوترات بين واشنطن وبكين وخروج المستثمرين من الملاذات الآمنة
انخفض الذهب بأكثر من 2.5% مع اتفاق تجاري أمريكي-صيني خفف التوترات ودفع المستثمرين للتخلي عن الأصول الآمنة. وتوقعات الأسواق تشير إلى موجة بيع إضافية إذا كُسرت مستويات الدعم الحاسمة في الأيام المقبلة.

شهدت أسعار الذهب تراجعًا حادًا في تداولات الاثنين، متأثرة بالتفاؤل السائد في الأسواق عقب الإعلان عن اتفاق تجاري مبدئي بين الولايات المتحدة والصين، تضمن خفضًا كبيرًا في الرسوم الجمركية المتبادلة. وقد هبط الذهب بنسبة تجاوزت 2.5% ليصل إلى مستوى 3233 دولار للأونصة، مع تزايد إقبال المستثمرين على الأصول ذات المخاطر بعد تراجع التوترات الجيوسياسية والاقتصادية.
الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال محادثات استمرت يومين في جنيف، ينص على أن تخفض الصين تعريفاتها على السلع الأمريكية إلى 10% من 125%، فيما تقلص الولايات المتحدة تعريفاتها إلى 30% من 145%، وذلك لفترة مؤقتة تمتد 90 يومًا. هذه الخطوة أعادت الثقة للأسواق العالمية، ودفعت إلى انسحاب تدريجي من أصول الملاذ الآمن، وعلى رأسها الذهب.
في المقابل، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.43%، وهو أعلى مستوى لها منذ أوائل أبريل، في حين قفزت أسعار النفط بأكثر من 2% مع توقعات بانتعاش في الطلب العالمي. الأسواق العالمية كانت في وضع انتعاش واضح، حيث ارتفعت الأسهم الصينية بشكل لافت، وتبعتها نظيراتها الأوروبية والأمريكية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن الطرفين لا يرغبان في التصعيد أو الانفصال الاقتصادي، مؤكدًا وجود نوايا لتعزيز الوصول المتبادل للأسواق. وألمح إلى إمكانية توقيع اتفاقية شراء مستقبلية.
من الناحية الفنية، حذّر المحللون من استمرار موجات البيع على الذهب، متوقعين أن يتراجع السعر إلى ما دون 3200 دولار إذا تم كسر مستويات الدعم القريبة، مع إمكانية اختبار مستوى 3167 دولار خلال جلسات الأسبوع. وعلى الجانب الآخر، فإن أي تعافٍ يجب أن يخترق أولاً مستويات مقاومة متعددة تبدأ من 3284 دولار وتصل حتى 3388 دولار لإعادة اختبار القمة التاريخية عند 3500 دولار.