الركود يطرق باب الاقتصاد الأمريكي والدولار في حالة ترقب مشوبة بالقلق

Apr 30, 2025 - 16:00
الركود يطرق باب الاقتصاد الأمريكي والدولار في حالة ترقب مشوبة بالقلق

يشهد الدولار الأمريكي حالة من الجمود في أدائه أمام سلة العملات الرئيسية، إذ بقي مؤشر الدولار (DXY) مستقرًا حول مستوى 99.30 خلال تعاملات الأربعاء، وسط ترقب المستثمرين لصدور بيانات اقتصادية هامة قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة.

تأتي هذه الحالة من الثبات بعد صدور بيانات أولية صادمة للناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، حيث أظهرت الأرقام انكماش الاقتصاد بنسبة 0.3% خلال الربع الأول من العام، مخالفًا التوقعات التي رجحت نموًا بنسبة 0.4%. وتعد هذه النتيجة سلبية بشكل خاص إذا ما قورنت بالتوسع القوي الذي شهده الاقتصاد في الربع الأخير من عام 2024، حين سجل نموًا بنسبة 2.4%.

ما يزيد الصورة قتامة هو ما كشفته البيانات المرافقة حول نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، والتي أظهرت ارتفاعًا في الضغوط التضخمية، إذ سجلت المؤشرات الرئيسية والجوهرية ارتفاعًا إلى 3.6% و3.5% على التوالي، مقارنة بـ 2.4% و2.6% في الربع السابق. هذه الأرقام تثير المخاوف من احتمال دخول الاقتصاد في مرحلة ركود تضخمي، وهي حالة تجمع بين تباطؤ النمو وارتفاع الأسعار.

ترقب وتباين في الأسواق قبل بيانات حاسمة

فيما ينتظر المستثمرون بيانات إضافية مثل مؤشر مديري المشتريات في شيكاغو، المتوقع أن يشير إلى استمرار الانكماش، وبيانات التضخم الشهرية لشهر مارس، فإن حالة الترقب تخيم على الأسواق، مع توجه الأنظار نحو مدى تأثر السياسة النقدية لهذه التطورات.

تتوقع الأسواق حاليًا بنسبة كبيرة أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل، حيث تُظهر بيانات CME FedWatch احتمالية بنسبة 92.4% لعدم التحرك، مقابل احتمال بنسبة 7.6% فقط لخفض الفائدة في مايو. أما اجتماع يونيو، فتشير التقديرات إلى فرصة تبلغ نحو 65% لخفض الفائدة، في ظل استمرار ضعف المؤشرات الاقتصادية.

السوق الأمريكية تتراجع والضغوط تتزايد على الدولار

تراجعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 1.6% قبل افتتاح السوق الأمريكية، ما يعكس قلق المستثمرين من مسار الاقتصاد في ظل البيانات الأخيرة. في المقابل، بقي أداء الأسهم الأوروبية دون تغييرات ملحوظة.

في سوق السندات، سجل العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفاعًا طفيفًا إلى حوالي 4.20%، مما قلل من التوقعات بخفض أسعار الفائدة في المدى القريب.

تحليل فني: الدولار في موقف هش بين مقاومة حرجة ودعوم مهددة

من الناحية الفنية، يبدو أن مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) يحاول استعادة بعض الزخم بعد أن بلغ أدنى مستوياته خلال عام 2025. إذا تمكن المؤشر من تجاوز حاجز المقاومة النفسي عند 100.00، فقد يفتح ذلك الطريق نحو مستوى 101.90، الذي شكّل نقطة تحول هامة خلال العام الماضي.

لكن في حال استمرت البيانات الاقتصادية السلبية، فإن المؤشر قد يواجه ضغوطًا إضافية تدفعه نحو مستويات دعم أقل، أولها عند 97.73، يليه 96.94، ثم 95.25 و94.56، وهي مستويات لم يتم اختبارها منذ عام 2022.

خلاصة: اقتصاد مترنح وضغوط مزدوجة تقيد حركة الدولار

وسط مؤشرات متزايدة على تراجع النمو الاقتصادي، وارتفاع ملموس في معدلات التضخم، يقف الدولار الأمريكي على مفترق طرق حساس. الأسواق تراقب بحذر تحركات الاحتياطي الفيدرالي وردود الفعل السياسية والاقتصادية القادمة، في وقت بات فيه شبح الركود التضخمي أكثر حضورًا من أي وقت مضى.