الصين تقفز بواردات الذهب لأعلى مستوى في عام رغم الأسعار القياسية وسط تصاعد التوترات مع واشنطن
سجلت الصين أعلى مستوى من واردات الذهب منذ 11 شهرًا، مدفوعة بتزايد الطلب المحلي وتخفيف القيود الحكومية، رغم الارتفاع غير المسبوق في أسعار الذهب. يأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة واتجاه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.

شهدت واردات الذهب إلى الصين قفزة كبيرة في أبريل الماضي، لتسجل أعلى مستوياتها منذ قرابة عام، وذلك رغم ارتفاع الأسعار العالمية إلى مستويات تاريخية. ووفقًا لبيانات الجمارك التي صدرت الثلاثاء، بلغت كمية الذهب المستوردة نحو 127.5 طنًا متريًا، بزيادة تبلغ 73% مقارنة بالشهر السابق، في وقت تجاوزت فيه أسعار الأوقية حاجز 3,500 دولار في بعض الأوقات.
هذا النمو المفاجئ في الطلب المحلي دفع بنك الشعب الصيني إلى تخفيف القيود المفروضة على استيراد الذهب، حيث منح بعض البنوك التجارية حصص استيراد إضافية استجابة للطلب المتزايد من قبل المستثمرين الأفراد والمؤسسات، خاصة وسط تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وعقب هذه الأنباء، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا عالميًا بعد تعرضها لتراجع سابق خلال نفس اليوم، حيث صعد الذهب الفوري بنسبة 1.6% إلى 3,282 دولارًا للأوقية، كما ارتفعت العقود الآجلة الأميركية بنسبة مماثلة لتصل إلى 3,285 دولارًا. وفي الوقت ذاته، ساهم تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% مقابل العملات الرئيسية في تعزيز الطلب على المعدن الأصفر باعتباره أقل تكلفة للمشترين من خارج الولايات المتحدة.
ويرى محللون أن الذهب وجد دعمًا قويًا فوق مستوى 3,200 دولار، وهو ما قد يعزز من احتمالات استمرار الصعود في المرحلة المقبلة، خاصة إذا استمرت البنوك المركزية في تنويع احتياطاتها وتقليل اعتمادها على الدولار الأميركي، وهو ما يمثل اتجاهًا متزايدًا منذ بداية العام الجاري.