الفرنك السويسري يلتقط أنفاسه مع تراجع الدولار وسط بيانات أمريكية وصينية مخيبة

Apr 30, 2025 - 20:53
الفرنك السويسري يلتقط أنفاسه مع تراجع الدولار وسط بيانات أمريكية وصينية مخيبة

واصل زوج الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري تراجعه، مقتربًا من أدنى مستوياته الأسبوعية، في ظل تزايد الضغوط الاقتصادية العالمية، وخصوصًا بعد صدور بيانات أمريكية وصينية دون المتوقع، ما عزز النفور من المخاطرة في الأسواق ورفع الطلب على العملات الآمنة.

شهدت الأسواق موجة من الاضطرابات بعد الإعلان عن انكماش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.3٪ خلال الربع الأول من عام 2025، متجاوزًا التوقعات السلبية، ومثيرًا مخاوف جدية بشأن تباطؤ اقتصادي أوسع في أكبر اقتصاد عالمي. وجاء هذا التراجع مدفوعًا بانخفاض في الاستهلاك المحلي، وتراجع في الإنفاق الحكومي، واتساع العجز التجاري. وعلى الرغم من أن بيانات التضخم – وتحديدًا مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي – أظهرت انخفاضًا طفيفًا إلى 2.3٪، فإن ذلك لم يكن كافيًا لدعم الدولار.

إلى جانب البيانات الأمريكية، زادت حالة القلق من تدهور الاقتصاد الصيني، حيث أظهرت مؤشرات مديري المشتريات تراجعًا حادًا في الأنشطة الصناعية وغير الصناعية. فقد سجل مؤشر التصنيع أدنى مستوياته منذ عام 2023 عند 49.0، في حين هبطت الصادرات إلى مستويات مقلقة عند 44.7، ما سلط الضوء على أثر التوترات التجارية المتصاعدة وتباطؤ الطلب العالمي.

ساهمت هذه التطورات في تعزيز أداء الفرنك السويسري كملاذ آمن، بينما شهد الدولار عمليات بيع واسعة، خصوصًا مع قرب نهاية الشهر وتنامي المخاوف بشأن توجهات السياسة النقدية الأمريكية. وجاءت تصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب لتزيد الضغوط، إذ جدد هجومه على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، واصفًا نفسه بالأقدر على فهم السياسة النقدية، وداعيًا إلى خفض أكثر جرأة في أسعار الفائدة.

من الناحية الفنية، يستمر الاتجاه الهبوطي في السيطرة على حركة زوج الدولار/الفرنك، حيث تظهر المؤشرات الفنية مزيدًا من الضعف. يقع مؤشر القوة النسبية دون مستوى 40، في حين يبقى مؤشر الماكد في المنطقة السالبة، مما يعكس استمرار ضغط البيع. ويتداول الزوج حاليًا دون متوسطاته المتحركة قصيرة الأجل، مما يعزز توقعات مزيد من الهبوط نحو مستويات الدعم عند 0.8120 و0.8070، وربما يمتد التراجع نحو 0.8000 إذا استمرت الضغوط.

وفي انتظار تقرير الوظائف الأمريكية غير الزراعية المنتظر يوم الجمعة، تبقى الأسواق في حالة ترقب حذر، حيث قد تؤدي أي مفاجآت في البيانات إلى إعادة تشكيل التوقعات بشأن اجتماع الفيدرالي المقبل في 7 مايو. وحتى ذلك الحين، تبقى النظرة العامة سلبية تجاه الدولار الأمريكي.