النفط يتراجع مع صعود الدولار وتجاهل الأسواق لقرار أوبك+ بوقف زيادات الإنتاج

انخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط يوم الاثنين إلى نحو 60.45 دولار للبرميل، متراجعة بنحو 0.4% خلال اليوم بعد أن لامست مستوى 61.29 دولار في وقت سابق. ويأتي هذا الهبوط في ظل قوة الدولار الأمريكي واستمرار تراجع شهية المخاطرة في الأسواق، مما حدّ من مكاسب النفط رغم قرارات أوبك+ الأخيرة.

كانت منظمة أوبك+ قد أعلنت يوم الأحد عن زيادة طفيفة في الإنتاج قدرها 137 ألف برميل يوميًا خلال ديسمبر، لكنها أكدت في الوقت نفسه نيتها تجميد أي زيادات جديدة خلال الربع الأول من عام 2026. ويعكس هذا القرار توجه المجموعة نحو الحذر للحفاظ على توازن السوق ومنع تكوّن فائض في الإمدادات، بعد أن شهدت المخزونات ارتفاعًا واضحًا في الأشهر الماضية. ووفقًا لتقارير رويترز، تهدف المنظمة إلى حماية الأسعار في ظل تباطؤ الطلب العالمي واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي.

وعلى الجانب الجيوسياسي، حافظت التوترات المستمرة على دعم نسبي للأسعار. فقد استهدفت طائرة مسيرة أوكرانية أحد الموانئ النفطية الروسية في البحر الأسود خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما تسبب في اندلاع حريق وتضرر سفينة. وأعادت هذه الحادثة المخاوف بشأن أمن الإمدادات الروسية، خاصة مع القيود والعقوبات الغربية المفروضة على شركات الطاقة الكبرى مثل روسنفت ولوجويل.

ومع ذلك، فإن قوة الدولار الأمريكي تظل العامل الرئيسي وراء كبح ارتفاع أسعار النفط. فقد صعد الدولار إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التي قللت من احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر، مؤكدًا أن القرار لا يزال محل خلاف بين صناع السياسة. ونتيجة لذلك، تراجعت توقعات الأسواق لخفض الفائدة من أكثر من 90% إلى نحو 69% فقط، ما دفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى الارتفاع إلى 99.94 مسجلًا مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي.

وينتظر المستثمرون الآن تقرير معهد البترول الأمريكي (API) المقرر صدوره يوم الثلاثاء، والذي من المتوقع أن يسلط الضوء على اتجاهات مخزونات النفط الأمريكية، وقد يقدم إشارات جديدة حول حركة الأسعار خلال الأيام القادمة.