النفط يستقر بين ضغوط الإمدادات وآمال السلام: خام غرب تكساس ضمن نطاق ضيق
خام غرب تكساس يظل عالقًا بين 62 و63 دولارًا، حيث خففت محادثات السلام الروسية الأوكرانية من المخاطر الجيوسياسية، لكن تحذيرات فائض المعروض العالمي تبقي الضغوط قائمة.

شهدت أسعار خام غرب تكساس الوسيط (WTI) تداولًا محدود النطاق يوم الثلاثاء بالقرب من 62.40 دولار للبرميل، حيث يترقب المستثمرون مزيجًا من التطورات الجيوسياسية والاقتصادية التي تضيف مزيدًا من الضبابية على اتجاه السوق. فقد استقر الخام في نطاق ضيق بين 62 و63 دولارًا على مدار الأسبوع الماضي، ما يعكس حالة الحذر السائدة.
ويأتي هذا الاستقرار مدفوعًا بتنامي التفاؤل بشأن إحراز تقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، الأمر الذي خفف من حدة المخاطر الجيوسياسية. غير أن هذا التفاؤل قد يحمل وجهًا آخر؛ إذ يُحتمل أن يؤدي أي اتفاق سلام إلى عودة الإمدادات الروسية بقوة إلى الأسواق، وهو ما قد يضغط على الأسعار نزولًا.
إلى جانب ذلك، تشير أحدث توقعات وكالة الطاقة الدولية (IEA) وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) إلى احتمال مواجهة السوق فائضًا في المعروض، حيث يتجه إنتاج كبار المنتجين — بما في ذلك تحالف أوبك+ والمنتجين الأمريكيين — إلى التفوق على مستويات الطلب، خصوصًا مع تباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى. كما أكدت EIA مؤخرًا على زيادة المخزونات وارتفاع احتمالات تخمة المعروض، بينما عززت IEA رؤيتها الحذرة للطلب المستقبلي على النفط.
وعلى الصعيد السياسي، تعرضت الأسواق لهزة في وقت سابق من هذا الشهر عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خططًا لفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على واردات النفط الروسي، مع الإشارة إلى إمكانية فرض رسوم مماثلة على الصين. هذه التصريحات أثارت موجة من التقلبات وأدت إلى تراجع خام غرب تكساس بنسبة 10% منذ بداية أغسطس، مع إعادة تقييم المتداولين لتوقعات الطلب العالمي وسط المخاطر التجارية والجيوسياسية المتزايدة.
كما بدأت التداعيات في الظهور على سلوك المستوردين؛ إذ أفادت تقارير بتأجيل عدد من المصافي الهندية مشترياتها من الخام الروسي المقرر شحنه في سبتمبر، في حين سارعت المصافي الصينية إلى اقتناص الفرصة، حيث حجزت أكثر من 15 شحنة للأشهر المقبلة مستفيدة من فارق سعري يبلغ ثلاثة دولارات أقل من خام الشرق الأوسط.
وبين ضغوط المعروض وتبدل المشهد السياسي العالمي، يبقى سوق النفط في حالة ترقب، وسط مخاوف متزايدة من أن تظل الأسعار تحت ضغط طويل الأمد رغم بوادر التهدئة الجيوسياسية.