النفط ينتعش قرب 65 دولارًا بعد تراجع كبير في المخزونات الأمريكية وسط ترقب للتطورات الجيوسياسية
ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بعد انخفاض مفاجئ وكبير في مخزونات النفط الأمريكية، ما يعكس طلبًا قويًا على الخام. لكن المخاوف الجيوسياسية تتراجع مؤقتًا مع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، ما قد يحد من مكاسب الأسعار في المدى القريب.

شهدت أسعار خام غرب تكساس الوسيط (WTI) ارتفاعًا واضحًا خلال تداولات الخميس الآسيوية، حيث صعدت نحو مستوى 64.90 دولار للبرميل، منهية بذلك سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام. جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بانخفاض مفاجئ وأكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام الأمريكية، مما يشير إلى قوة في الطلب المحلي.
ووفقًا لتقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، انخفضت مخزونات النفط الخام بمقدار 5.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 20 يونيو، لتصل إلى أدنى مستوى موسمي لها منذ أكثر من عقد. كما تراجعت مخزونات البنزين على نحو غير متوقع بمقدار 2.1 مليون برميل، على عكس التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاعها، لتسجل أعلى مستوياتها منذ ديسمبر 2021، مما يعكس تحسنًا في نشاط التكرير واستهلاك الوقود.
رغم هذا التفاؤل في السوق، لا تزال بعض التحديات قائمة. فالتوترات في الشرق الأوسط، والتي كانت تدفع الأسعار للارتفاع في السابق، بدأت بالانحسار عقب إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. كما أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن واشنطن وطهران ستجتمعان الأسبوع المقبل، لكنه أبدى شكوكًا حول الحاجة إلى تسوية دبلوماسية بشأن البرنامج النووي الإيراني، مع الإشارة إلى الأضرار التي أحدثها القصف الأمريكي في مواقع حساسة داخل إيران.
وفي الوقت ذاته، أكد ترامب استمرار سياسة الضغط القصوى ضد إيران، مع احتمال فرض قيود جديدة على صادراتها النفطية، لكنه لمّح أيضًا إلى إمكانية تخفيف بعض القيود لدعم جهود إعادة الإعمار، وفتح الباب أمام استمرار الصين في استيراد النفط الإيراني.
من جانب آخر، أوضح إيغور سيتشين، الرئيس التنفيذي لشركة "روسنفت" الروسية، أن تحالف "أوبك+" قد يسرّع من جدول زيادات الإنتاج المقررة، وربما يتم تقديمها بنحو عام، في خطوة قد تؤثر على توازن السوق في الأشهر القادمة.
وسط هذه المعطيات، يظل المتداولون حذرين في تعاملهم مع أسعار النفط، بين مؤشرات قوية على الطلب في السوق الأمريكية، وهدوء نسبي في المخاطر الجيوسياسية قد يخفف من زخم الصعود.