التعريفات الجمركية تُخرج الغاز الأمريكي من السوق الصيني

في تطور يعكس توترًا متجددًا في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، كشفت بيانات الشحن عن توقف تام لواردات الصين من الغاز الطبيعي المسال (LNG) من الولايات المتحدة لأكثر من عشرة أسابيع، في خطوة قد تعيد تشكيل خارطة الطاقة العالمية.

الرسوم الجمركية تعرقل حركة الغاز

ووفقًا لصحيفة فايننشال تايمز، كانت آخر شحنة غاز أمريكي وصلت إلى الصين في 6 فبراير 2025، عندما رست ناقلة تزن 69 ألف طن في مقاطعة فوجيان. وبعدها، تم تغيير مسار سفينة أخرى كانت متجهة إلى الصين نحو بنغلاديش، عقب فشلها في الوصول قبل دخول تعريفة 15% على الغاز الأمريكي حيّز التنفيذ في 10 فبراير، والتي تصاعدت لاحقًا إلى 49%، ما جعل الغاز الأمريكي غير منافس في السوق الصيني.

تداعيات استراتيجية طويلة الأمد

هذا التوقف يعيد إلى الأذهان الحظر غير الرسمي الذي فرضته الصين على واردات الغاز الأمريكي خلال فترة رئاسة ترامب، والذي استمر لأكثر من عام. وبحسب آن صوفي كوربو، خبيرة الغاز في مركز سياسة الطاقة بجامعة كولومبيا:

    "ستكون هناك عواقب طويلة الأمد. لا أعتقد أن مستوردي الغاز الصينيين سيبرمون أي عقود جديدة مع الموردين الأمريكيين."

ويُتوقع أن يؤدي هذا الوضع إلى تعزيز التعاون بين الصين وروسيا في قطاع الطاقة، حيث تسعى بكين لتأمين إمدادات بديلة في ظل التوترات مع واشنطن.

ضغوط على مشاريع الغاز الأمريكي والمكسيكي

يمثل هذا الانقطاع تهديدًا مباشرًا لمستقبل مشاريع البنية التحتية الضخمة للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة والمكسيك، والتي كانت تعتمد في جزء كبير منها على الطلب الآسيوي، وخصوصًا الصيني. كما أنه يضيف طبقة جديدة من عدم اليقين التجاري في وقت يشهد فيه سوق الطاقة العالمي تقلبات بسبب النزاعات الجيوسياسية والتحول نحو الطاقة النظيفة.

عقود طويلة الأمد لا تزال قائمة

ورغم التوقف الحالي، لا تزال شركات الطاقة الصينية الكبرى مثل بتروتشاينا وسينوبك ملتزمة بـ 13 عقدًا طويل الأجل مع موردي الغاز الطبيعي الأمريكي، تمتد بعضها حتى عام 2049، وقد كانت هذه الاتفاقيات حجر الأساس لإطلاق عدد من المشاريع الأمريكية الرائدة في مجال الغاز الطبيعي المسال.