الين الياباني تحت الضغط بين رهانات الفيدرالي وتردد بنك اليابان وسط أجواء عالمية تميل للمخاطرة

يتعرض الين الياباني لضغوط متواصلة مع تراجع جاذبيته كملاذ آمن وسط شهية المخاطرة العالمية وعدم اليقين بشأن خطوات بنك اليابان المقبلة، بينما يستفيد الدولار من توقعات خفض أقل عدوانية للفائدة من الفيدرالي الأمريكي.

Aug 18, 2025 - 11:33
الين الياباني تحت الضغط بين رهانات الفيدرالي وتردد بنك اليابان وسط أجواء عالمية تميل للمخاطرة

يحافظ الين الياباني على خسائر محدودة خلال تعاملات الاثنين في النصف الأول من الجلسة الأوروبية، حيث ظل زوج الدولار/ين مستقراً دون منتصف نطاق 147.00، مدعوماً بزيادة الطلب على الدولار الأمريكي. ويأتي ذلك رغم النظرة المتشددة لبنك اليابان، إذ ما زال المستثمرون مترددين بشأن توقيت رفع الفائدة المقبل، مما يقلل من جاذبية العملة اليابانية كملاذ آمن.

من جهة أخرى، وجد الدولار دعماً إضافياً بعد تراجع الرهانات على قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض قوي للفائدة في اجتماعه المرتقب بشهر سبتمبر. ويبرز هذا التباين بين السياسة النقدية لكل من بنك اليابان والفيدرالي كعامل رئيسي يحدد حركة الأسواق، حيث يتوقع أن يواصل بنك اليابان مسار التطبيع النقدي بوتيرة أبطأ من البنوك المركزية الأخرى.

في الوقت نفسه، ساهمت التطورات الجيوسياسية في تعزيز شهية المخاطرة، خاصة بعد اللقاء الأخير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، رغم غياب اختراق ملموس في ملف الحرب الأوكرانية. تصريحات ترامب حول إمكانية إنهاء النزاع بسرعة إذا أراد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أضافت زخماً لتوقعات تهدئة التوترات، وهو ما انعكس في تراجع الطلب على الين.

على الصعيد المحلي، يواجه بنك اليابان ضغوطاً سياسية واقتصادية، أبرزها خسارة الحزب الحاكم في الانتخابات الأخيرة، إضافة إلى المخاوف من أثر الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد. ومع ذلك، فإن نمو الاقتصاد الياباني بأكثر من المتوقع في الربع الثاني ورفع توقعات التضخم يعززان احتمالية رفع الفائدة قبل نهاية العام.

أما في الولايات المتحدة، فقد دعمت بيانات اقتصادية متباينة موقف الدولار؛ حيث ارتفعت مبيعات التجزئة بشكل قوي، لكن ثقة المستهلك تراجعت بشكل ملحوظ. ورغم ذلك، تشير توقعات التضخم المتزايدة إلى بقاء الضغوط السعرية قائمة، ما يقلل من احتمالات التيسير النقدي المفرط من قبل الفيدرالي.

فنياً، يتأرجح زوج الدولار/ين في نطاق جانبي استمر أسبوعين، ما يعكس حالة التماسك بانتظار اختراق حاسم. وفي حال تجاوز مستوى 148.00 فقد يفتح المجال نحو 149.00، بينما يشكل كسر مستوى 146.00 إشارة على هبوط أوسع باتجاه 145.30.

وبين تردد بنك اليابان، وحذر المستثمرين من قرارات الفيدرالي، وتبدل المزاج العالمي للمخاطرة، يبقى الين الياباني في وضع حساس، عرضة لأي إشارات جديدة من البنوك المركزية أو الأحداث الجيوسياسية المقبلة.