الين الياباني يتراجع وسط تفاؤل تجاري عالمي وارتفاع الدولار الأمريكي

بدأ الين الياباني تداولات الأسبوع تحت ضغوط بيع واضحة، مواصلًا تراجعه أمام الدولار الأمريكي، حيث سجل أدنى مستوياته خلال شهر في جلسة الاثنين الآسيوية. يعود هذا الضعف إلى حالة التفاؤل السائدة بشأن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي دفعت المستثمرين إلى الابتعاد عن الملاذات الآمنة مثل الين، وتفضيل الأصول ذات المخاطر الأعلى.

وعززت تصريحات من مسؤولين أمريكيين وصينيين—بينهم وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ—الثقة في إمكانية التوصل إلى توافق تجاري جوهري، ما أطلق موجة شراء قوية في أسواق الأسهم العالمية وأضعف الطلب على الين الياباني.

في المقابل، استفاد الدولار الأمريكي من تحسن شهية المخاطرة بالإضافة إلى موقف الاحتياطي الفيدرالي المتشدد الذي أشار إلى عدم وجود نية فورية لخفض أسعار الفائدة، ما دعم العملة الأمريكية لتبقى قرب أعلى مستوياتها في شهر.

ورغم الضغوط، فإن التوقعات بقيام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة مجددًا خلال 2025 نتيجة لارتفاع التضخم المحلي قد خففت من حدة تراجع الين. بيانات اقتصادية مثل انخفاض الأجور الحقيقية واستمرار نمو إنفاق الأسر عززت التوقعات بتشديد السياسة النقدية، ولو بشكل حذر، من قبل البنك المركزي الياباني.

من الناحية الفنية، يبدو أن زوج الدولار/الين يتحرك في اتجاه صعودي واضح. السعر اخترق مستوى تصحيح فيبوناتشي 50% لحركة مارس–أبريل، ما يفتح الطريق أمام اختبار منطقة المقاومة التالية عند 146.80–146.85، تليها منطقة 147.00. وعلى الجانب الآخر، يشكل مستوى 145.55 دعمًا قويًا، يليه الحاجز النفسي عند 145.00 ثم منطقة 144.00 في حال انعكاس الاتجاه.

في الأفق، يترقب المستثمرون البيان المشترك المرتقب من الولايات المتحدة والصين لتأكيد تفاصيل الصفقة التجارية، بالإضافة إلى بيانات التضخم الأمريكية وكلمة مرتقبة من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إلى جانب أرقام الناتج المحلي الإجمالي لليابان يوم الجمعة.