الين الياباني يتفوق مع تصاعد التوترات العالمية والدولار ينخفض دون 144.00 أمام الين
واصل الين الياباني صعوده مقابل الدولار الأمريكي، مدعومًا بتزايد الإقبال على الأصول الآمنة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وضعف الدولار. التباين في السياسة النقدية بين بنك اليابان والاحتياطي الفيدرالي يعزز التوجه الهبوطي لزوج الدولار/ين.

شهد الين الياباني مكاسب قوية خلال تعاملات الخميس المبكرة، حيث انخفض زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني إلى ما دون مستوى 144.00، متأثرًا بتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة. يأتي هذا وسط تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية، خاصة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين التجاري التي أذكاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر تهديدات بفرض رسوم جديدة خلال الأيام المقبلة.
التراجع في قيمة الدولار يأتي في وقت تشير فيه البيانات الأمريكية إلى تباطؤ في وتيرة التضخم، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي بنسبة 2.8% خلال مايو، متماشيًا مع بيانات أبريل، لكنه دون توقعات السوق. هذا التباطؤ دفع المستثمرين إلى تعزيز رهاناتهم على خفض محتمل في أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي بحلول سبتمبر، ما زاد من الضغط على العملة الأمريكية.
في المقابل، يواصل بنك اليابان إرسال إشارات تميل نحو تشديد السياسة النقدية، على الرغم من التوقعات بانتهاء رفع الفائدة هذا العام، مما يمنح الين دعمًا إضافيًا مقابل الدولار. ويبدو أن المستثمرين يتوقعون استمرار هذا الاتجاه، مما يعزز النظرة السلبية على زوج الدولار/ين.
من الناحية الفنية، يشير كسر الزوج لمستوى الدعم 144.50 إلى إمكانية استمرار الانخفاض نحو 143.00، وهو مستوى دعم نفسي مهم، ثم 142.60 في حال استمرت الضغوط البيعية. وعلى الجانب الآخر، فإن أي ارتداد أعلى 144.55 قد يعيد السعر إلى اختبار المقاومة عند 145.00، لكن استعادة الزخم الصعودي الحقيقي قد تتطلب اختراقًا واضحًا لمستوى 145.45 وصولًا إلى 146.00.
في هذه الأثناء، ينتظر المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي (PPI) لاحقًا اليوم، والتي قد تقدم دفعة قصيرة الأجل في حال جاءت النتائج مخالفة للتوقعات.