استمر الين الياباني في إظهار مقاومة مقابل الدولار الأمريكي، على الرغم من وجود ضغوط بيعية طفيفة خلال التداولات اليومية. ويبدو أن المتداولين يتريثون في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن زوج الدولار/الين وسط أجواء عالمية مشحونة بالتوترات السياسية والاقتصادية.
في هذا السياق، لاقى الين دعمًا إضافيًا بفضل تصاعد المخاطر الجيوسياسية، خاصةً بعد أن شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية ضد مواقع إيرانية تشمل منشآت نووية وعسكرية، ما دفع وزير دفاعها إلى إعلان حالة طوارئ وتحذير من رد قريب. بالمقابل، هددت إيران باستهداف القواعد الأمريكية في حال تفجر صراع أوسع. هذه الأوضاع دفعت المستثمرين إلى التوجه نحو أصول الملاذ الآمن، وعلى رأسها الين.
أما على الصعيد التجاري، فقد زادت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الضبابية بعد إعلانه عزمه تحديد تعرفة جمركية جديدة في غضون أسبوعين، إضافة إلى توسيع الرسوم المفروضة على منتجات منزلية مثل الغسالات والثلاجات، ما زاد من قلق الأسواق.
في المقابل، تشير تسريبات من داخل بنك اليابان إلى أن أسعار الفائدة المرجعية ستظل دون تغيير في اجتماعه القادم، لكن بعض التوقعات بدأت تتحدث عن إمكانية التحرك نحو تشديد السياسة النقدية مع استمرار التضخم في التزايد. في الوقت ذاته، تبدو الضغوط في الولايات المتحدة في الاتجاه المعاكس، إذ أظهرت بيانات حديثة تباطؤًا في التضخم ومؤشرات ضعف في سوق العمل، مما عزز التوقعات بخفض إضافي لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
تحت تأثير هذه المعطيات، واجه الدولار صعوبة في الحفاظ على زخمه وبلغ أدنى مستوياته منذ مارس 2022 خلال التداولات الآسيوية. ويراقب المستثمرون بيانات ثقة المستهلك وتوقعات التضخم في الولايات المتحدة، بينما تظل الأنظار مركّزة على تطورات الصراع في الشرق الأوسط وخطط الإدارة الأمريكية التجارية.
من الناحية الفنية، يواجه زوج الدولار/الين مقاومة قوية حول مستويات 144.00 إلى 145.00، فيما يشير الفشل في تجاوز هذه العتبات إلى احتمال حدوث تراجع إضافي، قد يدفع الأسعار دون مستوى 141.00 في حال تم كسر خطوط الدعم الحالية.
