الين الياباني يقلص خسائره مع تعافي الدولار وسط تباين السياسة النقدية بين طوكيو وواشنطن

شهد الين الياباني تقليصًا جزئيًا لخسائره مقابل الدولار الأمريكي المتعافي خلال تداولات اليوم، رغم استمرار الضغوط عليه بسبب توقعات تشديد السياسة النقدية من قبل بنك اليابان. المستثمرون يتوقعون أن يواصل البنك المركزي الياباني سياسة تطبيع أو رفع أسعار الفائدة، مدعومًا بزيادة معدلات التضخم في البلاد، وهو ما أكده محافظ البنك كازو أويدا في جلسة برلمانية مؤخراً.

في المقابل، تشير التوقعات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يبدأ في تخفيف سياسة التشديد خلال العام الجاري، حيث يتوقع السوق حدوث تخفيضات في أسعار الفائدة بنحو مرتين بحلول نهاية 2025. هذا التباين في السياسات النقدية بين أكبر اقتصادين عالميين يؤثر على تحركات زوج الدولار الأمريكي مقابل الين، ويحد من أي ارتفاعات حادة.

على الصعيد الجيوسياسي، تستمر حالة التوتر الناتجة عن النزاع بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى التوترات التجارية العالمية، مما يدعم الين كعملة ملاذ آمن ويقلل من احتمالات ضعف كبير له. دعوات متزايدة داخل بنك اليابان تدعو إلى إبطاء وتيرة تقليص شراء السندات الحكومية بدءًا من السنة المالية المقبلة، في محاولة للحفاظ على استقرار العوائد وعدم الإضرار بالاقتصاد.

من الناحية التقنية، يتذبذب زوج الدولار/ين حول مستويات مقاومة ودعم حرجة، مع وجود مستوى دعم رئيسي عند 143.60، بينما يشكل تجاوز هذا المستوى مقاومة مؤقتة عند 144.00 وما بعدها. البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة مؤخرًا، مثل انكماش النشاط الصناعي، تزيد من الضبابية حول قوة الدولار، بينما يترقب السوق صدور تقرير الوظائف الأمريكي الأسبوع القادم، والذي سيشكل مؤشراً هامًا لاتجاهات العملة الأمريكية في الفترة المقبلة.

بالتالي، يظل التوازن بين عوامل السياسة النقدية، المخاطر الجيوسياسية، والبيانات الاقتصادية هو الحاسم في تحديد مسار حركة الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي في الأيام القادمة.