الين الياباني يكتسب قوة بعد بيانات تضخم مفاجئة... والدولار يتراجع دون 144 ينًا

سجل زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني (USD/JPY) تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث هبط دون مستوى 144.00، متأثرًا بالزخم الصاعد في أداء العملة اليابانية في أعقاب صدور بيانات تضخم أقوى من المتوقع في العاصمة طوكيو. وقد انعكس هذا الزخم في تحركات الأسواق، حيث تفوق الين على معظم العملات الرئيسية رغم الأداء المتماسك نسبيًا للدولار الأمريكي.

وفقًا للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الياباني، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في طوكيو – باستثناء مكون الأغذية الطازجة – بنسبة 3.6% على أساس سنوي خلال مايو، متجاوزًا كل من التوقعات التي بلغت 3.5% والقراءة السابقة التي سجلت 3.4%. وتعد هذه القراءة مؤشراً رئيسيًا يتابع تطوراته صانعو السياسات في بنك اليابان، ما يعزز احتمالات اتخاذ خطوات إضافية لتشديد السياسة النقدية، وربما في اجتماع البنك المركزي المقبل المقرر عقده في 17 يونيو.

ورغم هذه التطورات المحلية في اليابان، فقد أظهر الدولار الأمريكي بعض القوة النسبية على خلفية قرار صادر عن محكمة الاستئناف الفيدرالية الأمريكية، والذي أوقف مؤقتًا تنفيذ حكم سابق يقضي بإلغاء معظم التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب. وقد ساهم هذا القرار في تقوية مؤشر الدولار الأمريكي، الذي وصل إلى مستوى يقارب 99.60، مدعومًا بتوقعات الأسواق بشأن استمرار بعض عناصر السياسة التجارية الحمائية.

مع ذلك، فإن الزخم الصاعد في العملة اليابانية كان كافيًا للضغط على حركة الزوج نحو الأسفل. ويأتي هذا في وقت تترقب فيه الأسواق صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) في الولايات المتحدة، والذي يعد من أبرز المؤشرات التي يعتمد عليها مجلس الاحتياطي الفيدرالي في تقييم الضغوط التضخمية. وتشير التوقعات إلى أن هذا المؤشر قد يساهم في إعادة توجيه مسار السياسة النقدية الأمريكية، ما سيؤثر بدوره على حركة الدولار مستقبلًا.

في المجمل، يعكس التراجع في زوج الدولار/الين توازنًا دقيقًا بين عوامل محلية داعمة للين الياباني على خلفية بيانات التضخم، وبين دعم خارجي للدولار الأمريكي نتيجة التطورات القضائية والسياسية ذات الصلة بالتجارة الدولية.