اليورو يتخطى حاجز 1.1550 أمام الدولار مع تزايد الضغوط على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي

سجّل زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) ارتفاعًا ملحوظًا يوم الاثنين متجاوزًا مستوى 1.1575، وهو الأعلى منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، وسط تراجع واسع النطاق في قيمة الدولار الأمريكي. وقد تزامن هذا التحرك مع تصاعد الشكوك حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، إثر تهديدات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة رئيس البنك جيروم باول بسبب عدم استجابته لخفض أسعار الفائدة.
وقد شهد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات الرئيسية، انخفاضًا جديدًا ليقترب من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات عند مستوى 98.00، مما زاد من الضغوط على الدولار ودعم ارتفاع اليورو.
ترامب صعّد من انتقاداته لرئيس الفيدرالي، مشيرًا إلى أن باول يرفض خفض أسعار الفائدة رغم التباطؤ في أسعار النفط والمواد الغذائية. وصرّح قائلًا: "على الفيدرالي أن يخفض الفائدة، هذا هو الشيء الوحيد الذي ينبغي عليه فعله. لست راضيًا عنه، وإذا أردت عزله فسأفعل ذلك فورًا، صدقوني."
تلك التصريحات أثارت قلقًا بالغًا في الأسواق بشأن مصداقية الدولار الأمريكي ومكانته كعملة ملاذ آمن، خصوصًا بعد أن أكّد المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، أن الرئيس وفريقه يبحثون بالفعل في خيارات قانونية لعزل باول من منصبه. وقال هاسيت: "الرئيس وفريقه سيواصلون دراسة هذه المسألة."
وفي رد فعل على هذه التطورات، حذر أوستان جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، من التدخل السياسي في السياسة النقدية، مؤكدًا في مقابلة على قناة CBS أن زعزعة "الاستقلال النقدي" قد تضر بمصداقية البنك المركزي. وأضاف أن التوافق بين الاقتصاديين واضح حول أن البنوك المركزية المستقلة تحقق نتائج اقتصادية أفضل.
وفي ظل هذه التوترات، تزايدت التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي قد يتجه لخفض أسعار الفائدة مجددًا في اجتماعه المرتقب في يونيو، مما يعزز التقلبات المحتملة في حركة الزوج خلال الفترة المقبلة.