اليورو يتراجع أمام الدولار وسط توتر تجاري وتصاعد إشارات خفض الفائدة الأوروبية

تراجع زوج اليورو/الدولار الأمريكي خلال تداولات الثلاثاء، ليستقر قرب مستوى 1.1390، في ظل صعود الدولار الأمريكي بدعم من توترات متصاعدة في الملف التجاري بين واشنطن وبكين، إلى جانب إشارات متزايدة من البنك المركزي الأوروبي حول مزيد من التيسير النقدي.

وقد تلقى الدولار دعمًا إضافيًا مع صعود مؤشره مقابل سلة العملات الرئيسية إلى نحو 99.35، بينما ساد الحذر بين المستثمرين ترقبًا لتطورات المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وأشار وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إلى أن بكين يجب أن تبادر لاستئناف الحوار، معتبرًا أن ميزان التجارة المختل يمنح الولايات المتحدة الأفضلية.

وفي ظل تضارب التصريحات بين البيت الأبيض والحكومة الصينية حول وجود اتصالات بين الرئيسين ترامب وشي جين بينغ، تراجع تفاؤل الأسواق بشأن التوصل إلى تسوية وشيكة. ففي حين أكد ترامب تلقيه اتصالات مباشرة، نفت الصين تلك الادعاءات، ما زاد من حالة الغموض.

إشارات متزايدة من المركزي الأوروبي بشأن خفض الفائدة

من جانبه، واصل البنك المركزي الأوروبي إرسال إشارات تفيد بإمكانية اتخاذ مزيد من الإجراءات التوسعية. فقد أكد محافظ البنك الفنلندي أولي رين ضرورة إبقاء جميع الخيارات مفتوحة، حتى إن تطلب الأمر خفض الفائدة دون المستوى المحايد، في ظل تراجع احتمالات وصول التضخم إلى الهدف البالغ 2%.

بدوره، شدد محافظ بنك فرنسا فرانسوا فيليروي دي غالهو على وجود مجال إضافي لخفض الفائدة، معربًا عن قلقه من تأثير التعريفات الأمريكية على النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو.

مؤشرات اقتصادية تنتظر الأسواق

في الولايات المتحدة، تسلط الأسواق الضوء هذا الأسبوع على مجموعة من البيانات الحاسمة التي تشمل الناتج المحلي الإجمالي، مؤشرات مديري المشتريات، وأرقام الوظائف، والتي من المرجح أن تؤثر على توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. كما صدرت بيانات فرص العمل لشهر مارس (JOLTS) بأرقام أقل من المتوقع، ما قد يعزز رهانات الأسواق على توجه الفيدرالي نحو خفض الفائدة في الاجتماع المقبل.

وفي أوروبا، تترقب الأسواق صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي ومؤشر أسعار المستهلك المنسق (HICP) لمنطقة اليورو، وسط أداء ضعيف نسبيًا للاقتصاد الإسباني خلال الربع الأول، حيث سجل نموًا بنسبة 0.6%، دون التوقعات.

نظرة فنية: زخم صعودي رغم التراجع

من الجانب الفني، يحافظ زوج اليورو/الدولار على اتجاهه الصعودي بدعم من بقاء السعر فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ20 أسبوعًا، والذي يقع حاليًا عند 1.0890. ويُظهر مؤشر القوة النسبية إشارات على التشبع الشرائي، ما قد يفتح الباب أمام تصحيح محتمل.

تتمثل المقاومة الأقرب عند المستوى النفسي 1.1500، بينما يمثل أعلى مستوى في يوليو 2023 (1.1276) نقطة دعم رئيسية.