اليورو يتراجع دون 1.16 مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية وعودة قوة الدولار الأمريكي

تراجع اليورو أمام الدولار مع تجدد المخاوف من حرب تجارية بين واشنطن وبكين واضطرابات سياسية في فرنسا، بينما يترقب المستثمرون خطابات قادة البنوك المركزية هذا الأسبوع بحثًا عن إشارات للسياسة النقدية.

Oct 13, 2025 - 23:25
اليورو يتراجع دون 1.16 مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية وعودة قوة الدولار الأمريكي

انخفض زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) خلال جلسة الاثنين في السوق الأمريكية، متراجعًا بنسبة 0.41% إلى مستوى 1.1571، بعدما استعاد الدولار الأمريكي بعض زخمه عقب تراجع مؤقت في الأسبوع الماضي. جاء هذا التحول مع تصاعد المخاوف بشأن عودة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار السياسي في فرنسا.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعاد إحياء ملف الرسوم الجمركية، ملوحًا بفرض رسوم بنسبة 100% على السلع الصينية اعتبارًا من 1 نوفمبر، في خطوة اعتُبرت ردًا على الإجراءات الصينية الأخيرة التي شملت تقييد صادرات المعادن النادرة وفرض رسوم على السفن الأمريكية. إلا أن الرئيس سرعان ما خفف من لهجته في منشور على منصة "تروث سوشيال"، مؤكدًا أن العلاقات مع الصين "ستكون بخير"، وأن الولايات المتحدة "تسعى لمساعدة بكين وليس إيذائها".

ساهم هذا التراجع في النبرة في تهدئة الأسواق جزئيًا، لكن التوترات السياسية داخل أوروبا زادت الضغط على العملة الموحدة. ففي فرنسا، يواجه رئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو اقتراحًا بحجب الثقة بعد أيام من إعادة تعيينه من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون، وسط انتقادات من المعارضة التي تسعى للإطاحة بحكومته الجديدة. هذه التطورات زادت من القلق السياسي في منطقة اليورو، مما جعل المستثمرين أكثر ميلًا إلى الأصول الآمنة كالدولار الأمريكي.

وفي الأسواق العالمية، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 0.35% إلى 99.24، مدعومًا بتراجع اليورو وضعف المعنويات في أوروبا. في الوقت ذاته، دعت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، آنا بولسون، إلى مزيد من خفض أسعار الفائدة لمواجهة تزايد المخاطر في سوق العمل، معتبرة أن "الزخم يسير في الاتجاه الخاطئ".

ينتظر المستثمرون هذا الأسبوع خطابات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، بالإضافة إلى بيانات التضخم الألمانية وخطابات أخرى من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي، والتي قد توفر إشارات جديدة حول مسار السياسة النقدية المقبلة.

من الناحية الفنية، يواصل زوج اليورو/الدولار الاتجاه الهبوطي بعد كسره لمستوى 1.1600 والمتوسط المتحرك لـ100 يوم، مع تركيز المتداولين على مستويات الدعم عند 1.1550 و1.1500، بينما تبقى المقاومة عند 1.1650 و1.1700. أي اختراق فوق هذه المستويات قد يفتح المجال لاختبار 1.1800 في المدى المتوسط.