اليورو يتراجع دون 1.1600 مع صعود الدولار وترقّب الأسواق لبيانات الوظائف الأمريكية

يتعرض زوج اليورو/الدولار لضغوط متزايدة ويمدد خسائره لليوم الثاني على التوالي، لينخفض إلى ما دون مستوى 1.1600 مع تصاعد مزاج النفور من المخاطرة في الأسواق العالمية. ويأتي هذا التراجع بينما يترقب المستثمرون صدور نتائج أرباح NVIDIA، وينتظرون تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي الذي سيصدر يوم الخميس. ويجري تداول الزوج بالقرب من مستوى 1.1586، منخفضًا بنسبة طفيفة بلغت 0.04%.

وتساهم المخاوف المتزايدة بشأن احتمال تشكل فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي في الضغط على أسواق الأسهم الأمريكية، إذ اتجهت مؤشرات وول ستريت للهبوط. كما أثرت البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة على ثقة المستثمرين، خاصة مع تسجيل أول ارتفاع في طلبات إعانات البطالة منذ فترة الإغلاق الحكومي، إلى جانب متابعة الأسواق لمحضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي.

ورغم التصريحات المتشددة نسبيًا من مسؤولي الفيدرالي خلال الأسابيع الماضية، إلا أن البيانات الحديثة رفعت التوقعات بإمكانية خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر المقبل. ومع ذلك، فإن صدور تقرير توظيف قوي هذا الأسبوع قد يعيد تسعير احتمالات التيسير النقدي في السوق خلال الشهر القادم.

ويواجه اليورو ضغوطًا إضافية مع استمرار قوة الدولار، حيث ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.04% ليصل إلى 99.57، ما يعزز التفوق النسبي للعملة الأمريكية. وفي الوقت نفسه، تفتقر منطقة اليورو لبيانات اقتصادية جديدة هذا الأسبوع، بينما تشير توقعات الاقتصاديين إلى استقرار معدلات التضخم قرب هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%.

وعلى صعيد البيانات الاقتصادية اليومية، أظهرت الأرقام الأمريكية أن طلبات إعانات البطالة للأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر سجلت 232 ألف طلب. كما ارتفعت طلبات المصانع في أغسطس بنسبة 1.4%، متوافقة مع التوقعات بعد تراجع سابق بنسبة 1.3%. وفي تصريحاتهم، أشار عدد من مسؤولي الفيدرالي إلى حالة من التوازن بين مخاطر التضخم وتباطؤ سوق العمل، في حين وصف عضو الفيدرالي كريستوفر والير سوق العمل بأنه "ضعيف" رغم ثبات توقعات التضخم.

وتشير تقديرات أداة FedWatch إلى احتمال بنسبة 50% لخفض الفائدة في ديسمبر، وهو ارتفاع بسيط مقارنة بالتوقعات السابقة في نفس اليوم، لكنه ما يزال أقل من المستويات المرتفعة التي سُجلت الأسبوع الماضي. أما في أوروبا، فمن المتوقع أن يسجل مؤشر أسعار المستهلكين المتناغم (HICP) لشهر أكتوبر ارتفاعًا بنسبة 2.1% على أساس سنوي، بينما يستقر HICP الأساسي عند 2.4%.

ومن الناحية الفنية، يمتد هبوط زوج اليورو/الدولار لليوم الثالث على التوالي، مع كسره للمتوسط المتحرك لـ20 يومًا عند 1.1580، ما يفتح المجال لمزيد من الانخفاض. وإذا تراجع الزوج إلى ما دون مستوى 1.1550، فقد يتجه نحو 1.1500. أما في حال عودته فوق 1.1600، فمن المرجح أن يتحرك داخل نطاق تداول يتراوح بين 1.1600 و1.1650، على أن يؤدي اختراق الحد العلوي إلى استهداف المتوسط المتحرك لـ100 يوم عند 1.1659.