اليورو يرتفع مقابل الدولار بعد بيانات أمريكية متباينة تبقي توقعات خفض الفائدة دون تغيير
تحرك زوج اليورو/الدولار صعودًا بعدما فشلت البيانات الأمريكية المختلطة في تعديل رهانات الأسواق على خفض الفائدة الفيدرالية، بينما دعمت تصريحات مسؤولي المركزي الأوروبي النظرة الإيجابية للعملة الموحدة.
ارتفع اليورو أمام الدولار الأمريكي خلال تداولات الأربعاء، مستعيدًا جزءًا من خسائره السابقة بعد موجة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي بدت غير قادرة على تغيير توقعات المستثمرين بشأن توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض الفائدة في ديسمبر. وتم تداول زوج اليورو/الدولار قرب مستوى 1.1580 بعد ارتداد من أدنى مستوى يومي بلغ 1.1547.
أظهر التقرير الأمريكي لشهر سبتمبر زيادة في طلبيات السلع المعمرة بنسبة 0.5%، متجاوزًا التقديرات السابقة، في حين سجلت الطلبيات الأساسية – باستثناء النقل – نموًا عند 0.6%، وهو ما فاق أيضًا توقعات الأسواق. وعلى الجانب الآخر، بقيت الطلبيات باستثناء الدفاع ضعيفة عند 0.1%، بينما انخفضت مطالبات إعانة البطالة الأولية إلى 216 ألف، في قراءة أقوى من المتوقع.
ورغم هذه البيانات، ظلت الأسواق ثابتة عند توقعاتها بخفض محتمل للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي خلال ديسمبر، حيث تُظهر أداة FedWatch استمرار تسعير احتمال يقارب 80% لهذا القرار.
في منطقة اليورو، كان التقويم الاقتصادي هادئًا نسبيًا، لكن تصريحات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي جذبت اهتمام المتداولين. فقد أكد ماديس مولر أن البنك لا يجب أن يتسرع في خفض الفائدة بالنظر إلى وتيرة تراجع التضخم، مشيرًا إلى علامات مبكرة على تعافي النشاط الاقتصادي. كما أعرب نائب الرئيس لويس دي جويندوس عن رؤية أكثر توازناً تجاه المخاطر، مؤكداً أن التضخم والأجور يسيران في الاتجاه الصحيح، وأن مستويات الفائدة الحالية ما تزال مناسبة.
ومع تباعد سياسات الفيدرالي والمركزي الأوروبي بعض الشيء، يجد اليورو دعمًا إضافيًا قد يسمح له بالاحتفاظ بنبرة إيجابية خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل ضعف تأثير البيانات الأمريكية الأخيرة على توقعات السياسة النقدية.