اليورو ينتعش قرب 1.1200 مع تراجع الدولار وترقب لمؤشر ثقة المستهلك الأمريكي
ارتفع زوج اليورو/الدولار إلى حدود 1.1200 مع تراجع الدولار عقب بيانات أمريكية ضعيفة، بينما يترقب المستثمرون صدور مؤشر ثقة المستهلك. في المقابل، يواجه اليورو ضغوطًا محدودة مع استمرار تلميحات المركزي الأوروبي نحو خفض الفائدة.

شهد زوج اليورو/الدولار ارتفاعًا ملحوظًا خلال التداولات الآسيوية يوم الجمعة، مستقرًا بالقرب من مستوى 1.1200، مستفيدًا من ضعف الدولار الأمريكي عقب صدور بيانات اقتصادية مخيبة للآمال في الولايات المتحدة. فقد أظهرت الأرقام تراجع مؤشر أسعار المنتجين (PPI) بنسبة 0.5% على أساس شهري خلال أبريل، بينما انخفض مؤشر الأسعار الأساسي - الذي يستثني الغذاء والطاقة - بنسبة 0.4%. وعلى الرغم من أن المؤشرات السنوية أظهرت زيادة بنسبة 2.4% للمؤشر الرئيسي و3.1% للمؤشر الأساسي، فإنها ظلت دون توقعات المحللين، ما أثّر سلبًا على أداء الدولار.
بالتوازي، لم تُظهر بيانات سوق العمل الأمريكية تغييرات كبيرة، حيث استقرت طلبات إعانة البطالة الأولية عند 229 ألفًا للأسبوع المنتهي في 10 مايو، فيما ارتفعت طلبات الإعانة المستمرة قليلاً إلى 1.881 مليون. هذه المؤشرات زادت من الضغوط على العملة الأمريكية، ما سمح لليورو باستعادة بعض مكاسبه.
وفي المقابل، تبقى مكاسب اليورو مقيّدة إلى حد ما بسبب تلميحات متكررة من قبل البنك المركزي الأوروبي حول إمكانية إجراء تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة. فقد صرّح فرانسوا فيليروي دي جالهو، محافظ بنك فرنسا وعضو مجلس المركزي الأوروبي، بأن الإجراءات الحمائية التي اتخذتها الولايات المتحدة قد تؤدي إلى إعادة تحفيز التضخم هناك، دون أن يكون لذلك تأثير كبير على منطقة اليورو، مما يعزز مبررات خفض الفائدة في أوروبا خلال الفترة المقبلة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أظهرت مراجعة بيانات الربع الأول من العام أن الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو نما بنسبة 0.3% مقارنة بالربع السابق، وهو أقل من التقدير الأولي البالغ 0.4%. أما على أساس سنوي، فقد سجل نموًا بنسبة 1.2% بما يتماشى مع التوقعات. ومن اللافت أن بيانات التوظيف جاءت مفاجئة بالإيجاب، مسجلة زيادة قدرها 0.3% في الربع الأول مقارنة بالتقديرات السابقة عند 0.1%.
يتطلع المستثمرون الآن إلى نتائج مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان، وسط توقعات بأن يشهد المؤشر تعافيًا طفيفًا بعد أربعة أشهر من التراجع، الأمر الذي قد يلعب دورًا في تحديد اتجاه السوق على المدى القصير.