خام غرب تكساس يرتفع قرب 60 دولارًا بعد هجوم على منشآت روسية وترقّب عقوبات أمريكية
النفط ينتعش بدعم من مخاطر الإمدادات عقب ضربات روسية وعقوبات وشيكة، لكن توقعات الفائض الكبير تواصل الحد من الاتجاه الصعودي.
ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط يوم الجمعة لتتداول بالقرب من 59.50 دولار، بعدما لامست مستوى 60.47 دولار في وقت سابق من الجلسة، مسجلة صعودًا يوميًا يقارب 1.6٪. جاء هذا الارتفاع في أعقاب تعرض مستودع نفطي في ميناء نوفوروسييسك الروسي لأضرار جسيمة نتيجة هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية، الأمر الذي أثار موجة مخاوف جديدة بشأن اضطرابات محتملة في الإمدادات من أحد أهم مراكز التصدير الروسية.
ويحصل النفط على دعم إضافي قبل سريان عقوبات أمريكية جديدة ضد موسكو بدءًا من 21 نوفمبر، وهي إجراءات من المتوقع أن تزيد الضغوط على تدفقات الخام الروسي. وفي ظل هذه التطورات، بدأت شركة "لوك أويل" الروسية في تقليص عدد موظفيها في وحداتها التجارية الدولية، في إشارة إلى استعداد القطاع لمزيد من القيود التشغيلية. كما تشير تقارير السوق إلى أن جزءًا من صادرات النفط الروسية المنقولة بحرًا قد يواجه صعوبة في إيجاد وجهات جديدة، خاصة بعد خفض الهند والصين مشترياتهم من الخام الروسي مؤخرًا.
لكن هذا الدعم الجيوسياسي يقابله ضغط هيكلي واضح ناتج عن توقعات فائض كبير في المعروض خلال العامين المقبلين. إذ تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز الفائض 2.4 مليون برميل يوميًا في 2025، وأن يتضاعف إلى أكثر من 4 ملايين برميل يوميًا في 2026، وهي تقديرات تنسجم مع توقعات أوبك+ التي رفعت إنتاجها منذ أبريل، وتشير بدورها إلى سوق تعاني من فائض مستمر.
وعلى الجانب الأمريكي، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة (EIA) ارتفاعًا أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام هذا الأسبوع، بالتزامن مع اقتراب الإنتاج المحلي من مستويات قياسية. وتضيف هذه الزيادة في المخزونات مزيدًا من الضغوط الهبوطية على الأسعار في ظل تزايد القناعة بأن السوق يعاني بالفعل من تخمة في الإمدادات.
ورغم أن خام غرب تكساس الوسيط تمكن من تحقيق انتعاش مدفوع بالعوامل الجيوسياسية، إلا أن الحركة تبقى محدودة بفعل الأسس الاقتصادية التي تشير إلى ضعف في الطلب مقارنة بالمعروض. ويركز المتداولون الآن على تطورات العقوبات الأمريكية، ومستوى تدفقات النفط الروسية، بالإضافة إلى التقارير القادمة من وكالة الطاقة الدولية وأوبك+، والتي ستحدد ما إذا كان هذا الارتفاع قادرًا على الاستمرار أو أنه مجرد ارتداد مؤقت.