زوج استرليني/دولار (GBP/USD) يصعد بدعم من اتفاق لندن وبروكسل ويصطدم بجدار تشدد الفيدرالي
حقق زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي مكاسب مدعومة باتفاق جديد بين لندن وبروكسل وموقف متحفظ من بنك إنجلترا بشأن خفض الفائدة. ومع ذلك، ظل الصعود محدودًا بسبب التوجه المتشدد للاحتياطي الفيدرالي ومخاوف الأسواق من تفاقم ديون الولايات المتحدة.

ارتفع الجنيه الإسترليني بشكل طفيف مقابل الدولار الأمريكي خلال تداولات الثلاثاء، مستفيدًا من تحسن المزاج العام في السوق بعد الإعلان عن اتفاق لإعادة ترتيب العلاقات التجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو ما دعم ثقة المستثمرين تجاه الاقتصاد البريطاني. لكن هذا الارتفاع واجه مقاومة قوية مع اقتراب السعر من مستوى 1.3400، حيث جرى تداول الزوج عند 1.3371 وسط ضغوط من العوائد الأمريكية المرتفعة وتوجهات الاحتياطي الفيدرالي.
جاء الدعم الإضافي للجنيه من تصريحات هيو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، الذي أبدى تحفظًا بشأن الإسراع في خفض أسعار الفائدة، معتبرًا أن الوتيرة الحالية لتخفيف السياسة النقدية قد تكون مفرطة في ظل استمرار المخاطر على استقرار الأسعار. هذا التصريح عزز التوقعات ببقاء معدل الفائدة عند 4.25% في اجتماع يونيو، رغم أن الأسواق ما تزال تسعر نحو 41 نقطة أساس من التيسير حتى نهاية العام.
في المقابل، ظل الدولار الأمريكي تحت الضغط عقب خفض وكالة موديز لتصنيف الولايات المتحدة الائتماني إلى AA1 بسبب تصاعد الديون الفيدرالية. وبينما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى 100.22، حافظت عوائد سندات الخزانة على استقرارها نتيجة الحذر الذي يبديه الاحتياطي الفيدرالي بشأن تغيير سياسته في الوقت الراهن.
كما أثارت مناقشات الكونغرس الأمريكي بشأن مشروع قانون الضرائب، الذي اقترح في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، مخاوف إضافية. وتشير تقديرات غير حزبية إلى أن المشروع قد يزيد الدين العام بين 3 إلى 5 تريليونات دولار خلال العقد المقبل، مما يزيد من الضغوط على الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني أصلًا من ديون تجاوزت 36 تريليون دولار.
في الأفق القريب، يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم في المملكة المتحدة يوم الأربعاء، والتي من شأنها أن تؤثر على توقعات السياسة النقدية البريطانية. كما ستجذب تصريحات مرتقبة من مسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي، مثل ألبرتو موسالم وأدريانا كوغلار، اهتمام الأسواق بحثًا عن إشارات إضافية حول مسار أسعار الفائدة الأمريكية.
من الناحية الفنية، لا يزال زوج استرليني/دولار يتحرك ضمن نطاق إيجابي مدعومًا بمؤشر القوة النسبية، لكن لم يتمكن بعد من تجاوز مستوى المقاومة المهم عند 1.3400. أما في حال التراجع، فإن مستويات الدعم تبدأ من 1.3350 ثم 1.3300، مع إمكانية الهبوط نحو 1.3250 و1.3200، يليها المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا عند 1.3122.