زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي يستقر قبيل بيانات التضخم البريطانية وسط توتر تجاري عالمي

استقر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي قبل صدور بيانات التضخم المنتظرة، وسط توتر تجاري بين بكين وواشنطن وتداعيات تخفيض التصنيف الائتماني الأمريكي. وفي الوقت ذاته، تعزز لندن علاقاتها الدولية عبر اتفاقيات جديدة مع الاتحاد الأوروبي والهند والولايات المتحدة.

May 20, 2025 - 18:30
زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي يستقر قبيل بيانات التضخم البريطانية وسط توتر تجاري عالمي

شهد الجنيه الإسترليني تراجعًا عن مكاسبه المبكرة ليستقر أمام الدولار الأمريكي خلال تعاملات الثلاثاء، وذلك في وقت ينتظر فيه المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك في المملكة المتحدة. واستعاد الدولار الأمريكي بعض زخمه بعد أن تضرر في وقت سابق من خفض وكالة موديز لتصنيفه الائتماني السيادي، نتيجة الارتفاع المستمر في ديون الحكومة الأمريكية التي بلغت 36 تريليون دولار. هذا التخفيض أثار حالة من عدم اليقين في الأسواق ورفع عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من شهر قبل أن تتراجع لاحقًا.

على الساحة الدولية، تصاعدت حدة التوترات بين الصين والولايات المتحدة، حيث وجهت بكين اتهامات لواشنطن بإفشال محادثات تجارية جرت مؤخرًا في جنيف. جاء هذا الاتهام في أعقاب تصريحات أمريكية حذرت من استخدام شرائح الذكاء الاصطناعي التي تنتجها هواوي، ووصفت الصين هذه الإجراءات بأنها تمييزية وتضر بتوازن السوق. وزارة التجارة الأمريكية أوضحت أن استخدام شرائح "Ascend" التابعة لهواوي قد يُعد خرقًا لقواعد التصدير الأمريكية، محذّرة من تبعات استخدامها في نماذج الذكاء الاصطناعي.

أما في أوروبا، فقد وقعت المملكة المتحدة اتفاقية جديدة مع الاتحاد الأوروبي تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات بعد "بريكست"، وتشمل التعاون في مجالات الدفاع والتجارة والصحة النباتية والحيوانية، إلى جانب التزامات مالية في مجالات الاستثمار وصناعة الصيد. وتعد هذه ثالث صفقة كبرى تبرمها بريطانيا هذا الشهر بعد اتفاقيات مماثلة مع الولايات المتحدة والهند، مما يعكس سعي لندن لتعزيز موقعها الاقتصادي عالميًا.

على الصعيد المحلي، يترقب المستثمرون أرقام التضخم البريطانية التي ستصدر الأربعاء، والتي قد تحدد ملامح السياسة النقدية المستقبلية لبنك إنجلترا. التوقعات تشير إلى ارتفاع معدل التضخم الأساسي إلى 3.7%، ومعدل التضخم العام إلى 3.3%. وقد تؤدي هذه الأرقام إلى تقليص التوقعات بشأن تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة.

وفي تصريحات حديثة، أكد هيو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، على أهمية التريث في وتيرة خفض الفائدة، مشيرًا إلى أن المخاطر على استقرار الأسعار لا تزال قائمة، ما يستدعي الحذر في اتخاذ أي خطوات متسرعة. وكان بنك إنجلترا قد خفض بالفعل أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.25% هذا الشهر، لكن بعض أعضائه عارضوا ذلك.

من الناحية الفنية، يتماسك زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا عند مستوى 1.3280، ما يشير إلى وجود زخم صعودي على المدى القصير. ويقترب مؤشر القوة النسبية من كسر حاجز 60، وهو ما قد يعزز موجة جديدة من الارتفاعات. على الجانب الصعودي، يمثل مستوى 1.3445 مقاومة رئيسية، فيما يعد المستوى 1.3000 دعماً نفسياً هاماً في حال حدوث تراجعات.