زوج الدولار الأسترالي/الأمريكي يهوي مع ارتفاع التضخم الأمريكي وتجدد ضغوط ترامب على الفيدرالي
واصل زوج الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي خسائره لليوم الثالث، متأثرًا ببيانات التضخم الأمريكية الأقوى التي قلصت الرهانات على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر. في الأثناء، جدد ترامب دعواته لخفض الفائدة فورًا، مما زاد من الضغط السياسي على الفيدرالي وسط صعود مؤشر الدولار لأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع.

مدد الدولار الأسترالي خسائره أمام نظيره الأمريكي يوم الثلاثاء، ليواصل التراجع للجلسة الثالثة على التوالي، بعدما صدرت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) التي أظهرت استمرار ضغوط الأسعار بقوة أكبر من المتوقع. وساهم ذلك في تراجع الآمال بخفض وشيك لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي. خلال التداولات الأمريكية، هبط زوج AUD/USD إلى مستوى 0.6510 مع اكتساب الدولار الأمريكي مزيدًا من الزخم.
وكشفت بيانات التضخم الأمريكية أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع في يونيو بنسبة 0.3% على أساس شهري، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى 0.2%، بينما قفز المعدل السنوي إلى 2.7% مقارنة بـ2.4% في مايو، مسجلًا أسرع وتيرة منذ يناير. هذا الصعود في الأسعار، رغم سياسات التشديد النقدي، دفع المستثمرين إلى تقليص رهاناتهم على خفض الفائدة في سبتمبر، لتنخفض احتمالية هذا السيناريو إلى أقل من 55% بعد أن كانت تقارب 65% مطلع الأسبوع.
بدوره، عزز الدولار الأمريكي مكاسبه على نطاق واسع، حيث قفز مؤشر الدولار (DXY) إلى مستوى 98.70، وهو الأعلى في ثلاثة أسابيع، مع إعادة تسعير توقعات السياسة النقدية الأمريكية نحو مزيد من التشديد. وقد شكل هذا ضغطًا إضافيًا على العملات ذات الحساسية العالية للمخاطر مثل الدولار الأسترالي، خاصة في ظل استمرار حالة الحذر التي تفرضها التوترات التجارية العالمية.
وفي خضم هذه التطورات، لجأ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى منصته Truth Social ليكرر مطالباته للفيدرالي بخفض أسعار الفائدة على الفور، معتبرًا أن مثل هذا الإجراء قد يوفر على الحكومة الأمريكية ما يتجاوز تريليون دولار سنويًا من تكاليف خدمة الدين. هذه التصريحات أضافت مستوى جديدًا من الضغوط السياسية على الاحتياطي الفيدرالي، الذي يواجه بالفعل تحديًا في تحقيق توازن بين استقرار الأسعار ودعم الاقتصاد، في وقت لا تزال فيه الأسواق تتوقع تخفيفًا تدريجيًا للسياسة النقدية لاحقًا هذا العام.