زوج يورو/دولار يرتفع من القاع مدعومًا بضعف الدولار وتجدد شهية المخاطرة

شهد زوج اليورو/الدولار ارتفاعًا معتدلًا خلال تداولات الجمعة، مستفيدًا من تراجع الدولار الأمريكي وزيادة الإقبال على الأصول ذات المخاطر، خاصة بعد صدور نتائج أرباح قوية من كبرى الشركات الأمريكية وتصريحات داعمة من عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر، الذي أبدى ميلاً لخفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل للبنك المركزي.

وسجل اليورو مكاسب ملحوظة أمام الدولار، حيث صعد إلى 1.1635 خلال التعاملات الأوروبية، مرتفعًا من أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع قرب 1.1555. هذا التحسن ترافق مع انخفاض في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، ما ساهم في إضعاف الدولار وتوجيه الأنظار نحو العملات البديلة.

على صعيد البيانات، جاءت مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر يونيو أفضل من المتوقع، بارتفاع قدره 0.6% مقابل تقديرات بـ 0.1%، بينما تراجعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاثة أشهر. إلى جانب ذلك، سجل مؤشر التصنيع في فيلادلفيا قفزة قوية، متجاوزًا بكثير توقعات المحللين.

رغم هذه الأرقام القوية التي تعكس مرونة الاقتصاد الأمريكي، إلا أن تصريحات "والر" بشأن التباطؤ المحتمل في النمو وسوق العمل زادت من توقعات خفض الفائدة، مما أدى إلى تراجع الدولار. كما دعمت النتائج الإيجابية لشركات مثل نتفليكس وTSMC وبيبسيكو معنويات المستثمرين، ما دفع بأسواق الأسهم للصعود وأضعف جاذبية الدولار كملاذ آمن.

في المقابل، لم تأتِ بيانات منطقة اليورو بقوة مماثلة؛ فقد أظهر الحساب الجاري في مايو ارتفاعًا دون التوقعات، بينما أشار مؤشر أسعار المنتجين الألماني إلى استمرار الانكماش السنوي للشهر الرابع تواليًا، رغم تسجيل نمو طفيف على أساس شهري.

من الناحية الفنية، يُظهر زوج EUR/USD بوادر ارتداد، لكنه لا يزال يتداول ضمن اتجاه هابط أوسع. يواجه الزوج مقاومة قوية عند مستوى 1.1655، وإذا تم اختراقها، فقد يمتد الارتفاع إلى مستويات 1.1670 ثم 1.1700. أما على الجانب السلبي، فإن الدعم الحاسم يكمن في النطاق بين 1.1555 و1.1530، تليه مستويات أعمق قرب 1.1455 إذا استمر الضغط البيعي.

بشكل عام، تبقى حركة الزوج خاضعة لتقلبات الدولار الأمريكي، وتوقعات السياسة النقدية، ومدى استمرار الإقبال على المخاطرة في الأسواق العالمية خلال الأسابيع القادمة.