صدمة اقتصادية في أمريكا: الناتج المحلي ينكمش لأول مرة منذ سنوات وتوقعات الدولار تحت الضغط

شهد الاقتصاد الأمريكي انكماشًا غير متوقع في أدائه خلال الربع الأول من عام 2025، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعًا سنويًا بنسبة 0.3%، بحسب البيانات الرسمية الصادرة اليوم عن مكتب التحليل الاقتصادي. هذا الانكماش المفاجئ يأتي في وقت كانت فيه التقديرات تتجه نحو نمو متواضع يبلغ 0.4%، بعد تحقيق توسع بنسبة 2.4% في نهاية العام الماضي.
وتأتي هذه البيانات وسط ترقب واسع من المستثمرين والمراقبين لتداعيات السياسات التجارية الجديدة التي أطلقها البيت الأبيض، في ظل بيئة اقتصادية يشوبها الغموض بشأن اتجاهات التضخم والسياسة النقدية. وكانت الأسواق قد وضعت هذا التقرير في صدارة اهتماماتها، نظرًا لما يحمله من إشارات حول حالة الاقتصاد وتوجهات صانعي القرار في الاحتياطي الفيدرالي.
مؤشرات التضخم والضغوط السعرية
إلى جانب نمو الناتج المحلي، يتضمن التقرير مؤشرات تضخم مهمة، أبرزها مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي الذي قفز إلى 3.1%، مقارنة بـ2.3% في الربع السابق، ما يعكس استمرار الضغوط السعرية على الاقتصاد الأمريكي. كما تشمل البيانات معدل نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو المقياس المفضل للفيدرالي لتقييم التضخم.
رد فعل السوق
رغم البيانات السلبية، حافظ مؤشر الدولار الأمريكي على مكاسب معتدلة، متداولًا ضمن نطاق 99.30–99.40، مع ترقب المشاركين في السوق لأي تطورات لاحقة قد تؤثر على السياسة النقدية الأمريكية. وتبقى الآمال معلقة على أرقام التضخم المقبلة لمعرفة ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيغير مساره في اجتماعه القادم.
نظرة مستقبلية
هذه الأرقام تعزز حالة عدم اليقين في الأسواق، خاصة في ظل تراجع مؤشرات الزخم على مؤشر الدولار، واستمرار تداول العملة الأمريكية تحت متوسطاتها المتحركة طويلة الأجل. في حال استمرار ضعف البيانات الاقتصادية وتراجع النمو، قد تزداد الضغوط على الدولار، ما يفتح الباب لموجة جديدة من التحركات في أسواق العملات والسلع.
يبقى الترقب سيد الموقف حتى صدور تقارير إضافية يمكن أن تعزز أو تعدل من الصورة القاتمة التي رسمتها هذه البيانات الأولية.