مارك كارني يتصدر المشهد السياسي الكندي... ولكن بأغلبية هشة

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات العامة في كندا أن حزب الليبراليين، بقيادة مارك كارني، يتجه للفوز وتشكيل الحكومة، مع تأكيد تولي كارني منصب رئيس الوزراء الجديد. إلا أن التوقعات بفوز مريح تبددت، حيث جاءت النتائج أضعف من تقديرات استطلاعات الرأي السابقة.

من المنتظر أن يحصد الليبراليون 167 مقعدًا في البرلمان الكندي، أي أقل بخمسة مقاعد من العدد المطلوب لتحقيق الأغلبية المطلقة (172 مقعدًا). وبهذا، سيكون الحزب مضطرًا مرة أخرى إلى التحالف مع الحزب الديمقراطي الجديد، الذي يُتوقع أن يحصل على 7 مقاعد فقط، لتشكيل حكومة ائتلافية كما حدث في الدورة التشريعية الماضية، وفقًا لما أشار إليه فرانشيسكو بيسول، محلل الأسواق في مؤسسة ING.

وعلى صعيد الأسواق المالية، لم تلقَ نتائج الانتخابات ترحيبًا كبيرًا من قبل الدولار الكندي، إذ فُهم غياب الأغلبية الواضحة على أنه عنصر عدم استقرار سياسي. رغم ذلك، بقي زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي دون مستوى 1.390، مع استمرار التأثير الأكبر للمتغيرات الاقتصادية الأمريكية على حركة العملة.

من جانبه، تعهد كارني بنهج حازم في التعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا سيما في ملف الرسوم الجمركية. كما قد تشكّل علاقاته المتينة مع القارة الأوروبية تحديًا في سياق مفاوضات تجارية مستقبلية. في هذا الإطار، يُتوقع أن تكون إعادة التفاوض على اتفاقية USMCA من أولويات الحكومة المقبلة، رغم أن كارني قد يتريّث قبل الانخراط في محادثات رسمية، بخلاف ما أعلنه خصومه المحافظون.

في أسواق الصرف، يتوقع المحللون أن يظل الدولار الكندي مستقرًا نسبيًا مقابل نظيره الأمريكي، مع تداولات محصورة بين 1.37 و1.40 خلال أشهر الصيف، واستهداف مستوى 1.39 بنهاية الربع الثاني من العام.