أسعار الذهب تهبط 2% بعد تعليق الرسوم الأمريكية على أوروبا
سجّل الذهب خسائر بنحو 2% بعد تأجيل الولايات المتحدة رسومًا جمركية على السلع الأوروبية، مما عزز شهية المخاطرة ودفع المستثمرين بعيدًا عن الملاذات الآمنة. في المقابل، ارتفع الدولار الأمريكي مدعومًا بقفزة في ثقة المستهلك وتوقعات إيجابية للأسواق.

شهدت أسعار الذهب تراجعًا حادًا اقترب من 2%، لتكسر حاجز 3300 دولار للأونصة، بعد أن عزز قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل فرض رسوم جمركية على واردات من الاتحاد الأوروبي معنويات المستثمرين ورفع الطلب على الأصول عالية المخاطر. ووفقًا للإعلان، ستُرجأ الزيادة الجمركية بنسبة 50% حتى 9 يوليو، ما ساهم في تحسين مزاج السوق.
هذا التحسن في الإقبال على المخاطرة قلّل من جاذبية الذهب كملاذ آمن، بينما استفاد الدولار الأمريكي من ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك لأعلى مستوياته منذ أربع سنوات، ما دفع مؤشر الدولار (DXY) للصعود بنسبة 0.62% إلى 99.54 نقطة.
التطورات الأخيرة شملت أيضًا مؤشرات على إمكانية التوصل لاتفاقيات تجارية جديدة، أبرزها تقارير عن قرب إعلان إطار تعاون بين الولايات المتحدة والهند، مما عزز من التفاؤل في الأسواق. ورغم أن بيانات أمريكية أظهرت تراجعًا حادًا في طلبيات السلع المعمرة خلال أبريل، فإن ذلك لم يمنع الأسواق من الحفاظ على نظرة إيجابية.
أما على صعيد السياسة النقدية، فقد أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، إلى ضرورة تثبيت أسعار الفائدة حتى تتضح تداعيات السياسات الجمركية. وفيما استقرت عوائد السندات الأمريكية، أبقت الأسواق توقعاتها بتيسير نقدي محتمل بنهاية العام.
رغم التراجع الحالي، لا تزال التوقعات المستقبلية للذهب إيجابية نسبيًا، في ظل هشاشة الأوضاع المالية الأمريكية وتفاقم العجز، ما دفع وكالات تصنيف مثل موديز إلى خفض تصنيف الديون السيادية للولايات المتحدة. كما أظهرت بيانات ارتفاعًا كبيرًا في واردات الصين من الذهب عبر هونغ كونغ، مما يعكس استمرار الطلب في آسيا.
من الناحية الفنية، يتراوح الذهب حاليًا بين مستويات 3250 و3300 دولار، ويترقب المتداولون اختراقًا صعوديًا لتجاوز القمة الأخيرة عند 3365 دولار، تمهيدًا للوصول إلى مستويات 3400 وربما 3438 دولار لاحقًا. أما الهبوط دون 3250 دولار فقد يفتح المجال للعودة نحو 3200 دولار، خاصة إذا استمرت الضغوط السلبية في الأسواق العالمية.