أسواق النفط تحت الضغط: عقوبات أمريكية مرتقبة تُربك المشهد وتدفع الأسعار للتراجع
تراجعت أسعار النفط بفعل تصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو، مع تهديدات ترامب بعقوبات جديدة وفرض رسوم على الهند، مما زاد من الضبابية في أسواق الطاقة.

شهدت أسواق النفط الخام حالة من التذبذب يوم الثلاثاء، وسط تصاعد المخاوف من خطوات أمريكية تصعيدية ضد روسيا، ما ألقى بظلاله على ثقة المستثمرين في استقرار سوق الطاقة. فقد تراجعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بعد تداولات متقلبة، لتنهي الجلسة على انخفاض ملحوظ، وسط بحث المتداولين عن إشارات إيجابية في ظل مشهد يغلب عليه الغموض السياسي والجيوسياسي.
تسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الضغط على موسكو لدفعها نحو وقف إطلاق النار في أوكرانيا، عبر تهديدات بفرض عقوبات إضافية على صادرات النفط الروسي. ويبدو أن الصبر بدأ ينفد في البيت الأبيض، خاصة بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على محاولات التوصل إلى تسوية دون نتائج ملموسة. وتتحدث تقارير غير مؤكدة عن احتمال إعلان روسيا هدنة محدودة تقتصر على العمليات الجوية، ما يشير إلى تردد واضح في إنهاء النزاع بشكل كامل.
وبحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز"، فإن العقوبات الأمريكية القادمة قد تستهدف ما يُعرف بـ "أسطول الظل" الروسي، وهو شبكة من السفن التي يُعتقد أنها تُستخدم للالتفاف على القيود الحالية، مما يعزز موقف واشنطن في معركتها لتضييق الخناق على تجارة الطاقة الروسية.
في موازاة ذلك، لم تسلم الهند من التصعيد الأمريكي، حيث وجه ترامب تهديدًا مباشرًا بفرض رسوم جمركية صارمة على وارداتها إلى الولايات المتحدة، إذا استمرت في استيراد النفط الخام من روسيا. وتعد الهند أحد اللاعبين الكبار في سوق الطاقة العالمية، حيث تقوم بإعادة تصدير الوقود الروسي بشكل غير مباشر إلى أسواق أخرى، مما يعقّد جهود العقوبات الغربية.
أما على الصعيد الفني، فقد تخلّى خام غرب تكساس الوسيط عن مكاسبه الأخيرة، متراجعًا بنحو 8% من قمته في نهاية يوليو التي تجاوزت 70 دولارًا للبرميل. وتدنت الأسعار إلى ما دون 64.50 دولار، لتسجل رابع خسارة يومية على التوالي، ما يشير إلى ضغط متزايد على أسعار الطاقة مع تراجع شهية المخاطرة في الأسواق العالمية.
في ظل هذا التصعيد السياسي والضعف الفني، يبدو أن أسواق النفط تدخل مرحلة حرجة من عدم اليقين، حيث تبقى الأسعار عُرضة لتحركات حادة، ما لم يظهر مسار واضح للحل في الملف الروسي أو استقرار في السياسات الأمريكية المقبلة.