ارتفاع الذهب فوق 4270 دولار مع إشعال خفض الفائدة الفيدرالي لموجة صعود جديدة
قفزت أسعار الذهب بقوة بعد خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي وصدور بيانات أمريكية ضعيفة ضغطت على الدولار، فيما عززت التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا جاذبية المعدن كملاذ آمن، ليرتفع نحو أعلى مستوياته في ستة أسابيع.
ارتفعت أسعار الذهب فوق مستوى 4270 دولارًا يوم الخميس، حيث عزز خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس اندفاع المستثمرين نحو المعادن الثمينة. ورغم إشارة البنك إلى التوقف عن التيسير في الفترة المقبلة، لم يحد ذلك من جاذبية الذهب، الذي واصل الارتفاع مستفيدًا من ضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية. وفي الوقت الحالي، يتداول الذهب قرب 4278 دولارًا بعد ارتداده من أدنى مستوى يومي عند 4204 دولارات.
يأتي هذا الصعود في وقت شهدت فيه بيانات سوق العمل الأمريكية أداءً أضعف من المتوقع، حيث ارتفعت طلبات إعانة البطالة بشكل ملحوظ، وهو ما ضغط على الدولار الأمريكي ودعم شهية المستثمرين نحو الملاذات الآمنة. كما ساهم تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية في تعزيز الطلب على الذهب، إذ انخفض عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى نحو 4.122%، فيما تراجعت العوائد الحقيقية أيضًا، مما وفر بيئة أكثر إيجابية لارتفاع الأسعار.
وتفاقمت المخاوف الجيوسياسية في ظل عدم إحراز تقدم يُذكر في محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا، وذلك عقب تقديم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقترحًا محدثًا لخطة السلام. هذا الجمود دعم الطلب على الذهب كخيار دفاعي في أوقات عدم اليقين، بينما تتجه الأنظار مع نهاية الأسبوع إلى تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي لتقييم مسار السياسة النقدية بدقة أكبر.
فنيًا، شهد الذهب تحسنًا واضحًا في أدائه بعد اختراق مستوى 4250 دولار، مسجلًا أعلى مستوى في ستة أسابيع عند 4285 دولار قبل أن يفقد جزءًا من مكاسبه. ويعكس مؤشر القوة النسبية استمرار الزخم الصعودي، مما قد يمهد لارتفاعات إضافية. وإذا تمكن السعر من الإغلاق أعلى 4300 دولار بشكل يومي، فقد يفتح ذلك الطريق نحو 4350 دولار، قبل استهداف القمة القياسية السابقة عند 4381 دولار. في المقابل، تظهر مناطق دعم عند 4250 دولار، ثم 4200 دولار، يليها المتوسط المتحرك لـ20 يومًا عند 4158 دولار حال تراجع السعر بشكل أعمق.