الإسترليني يحافظ على استقراره قرب أعلى مستوياته مع ترقب محضر الفيدرالي
استقر الجنيه الإسترليني قرب مستوى 1.3500 مقابل الدولار مع تركيز الأسواق على محضر اجتماع الفيدرالي، وسط توقعات متباينة بشأن وتيرة خفض الفائدة الأمريكية خلال 2026.
واصل الجنيه الإسترليني تداوله في نطاق ضيق أمام الدولار الأمريكي خلال الجلسة الأوروبية يوم الثلاثاء، ليستقر قرب مستوى 1.3500، محافظًا على قربه من أعلى مستوى في أكثر من ثلاثة أشهر الذي سجله الأسبوع الماضي عند 1.3535. ويأتي هذا الأداء في ظل حالة من الترقب تسود الأسواق قبل صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
في المقابل، يتحرك الدولار الأمريكي بحذر، حيث استقر مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية قرب مستوى 98.00، مع انتظار المستثمرين لمزيد من الوضوح بشأن توجهات السياسة النقدية الأمريكية.
ويترقب المتعاملون تفاصيل محضر اجتماع الفيدرالي الأخير، بحثًا عن إشارات أوضح حول رؤية صانعي السياسة لمسار أسعار الفائدة. وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض الفائدة للمرة الثالثة هذا العام لتستقر ضمن نطاق 3.50% – 3.75%. وتشير توقعات البنك المركزي، وفقًا لمخطط النقاط، إلى احتمال الوصول بمعدل الفائدة إلى 3.4% بنهاية عام 2026، ما يعني خفضًا محدودًا مقارنة بتوقعات الأسواق.
وتُظهر تسعيرات السوق ثقة أكبر في توجه الفيدرالي نحو سياسة أكثر تيسيرًا، إذ تشير التقديرات إلى خفض تراكمي لا يقل عن 50 نقطة أساس قبل نهاية عام 2026، وهو ما يعكس فجوة واضحة بين توقعات المستثمرين وتقديرات البنك المركزي نفسه.
من جهة أخرى، تلقى العملة البريطانية دعمًا خلال الأسابيع الماضية بفعل الاعتقاد بأن بنك إنجلترا سيتبع مسارًا أكثر حذرًا في تخفيف السياسة النقدية. ففي اجتماعه الأخير، خفض البنك أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.75%، مؤكدًا أن وتيرة التخفيض ستظل تدريجية في ظل استمرار التضخم فوق المستوى المستهدف، رغم تباطؤه إلى 3.2% في نوفمبر.
وتتركز أنظار الأسواق في عام 2026 على تطورات سوق العمل البريطاني وآفاق النمو الاقتصادي، خاصة مع ضعف الطلب على العمالة نتيجة لجوء الشركات إلى تقليص التوظيف لمواجهة ارتفاع التكاليف. وفي الولايات المتحدة، يبرز عامل سياسي جديد يتمثل في إعلان البيت الأبيض المرتقب عن خليفة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بعدما أكد الرئيس دونالد ترامب أن الإعلان سيتم في يناير، مع تلميحات بتفضيل سياسة نقدية أكثر تيسيرًا.
فنيًا، يحافظ زوج الإسترليني/الدولار على ميل صعودي طالما بقي السعر أعلى المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا. ورغم اقتراب مؤشر القوة النسبية من منطقة التشبع الشرائي، لا يزال الزخم إيجابيًا. ويُعد مستوى 1.3623 مقاومة رئيسية تالية، حيث قد يؤدي اختراقه إلى فتح المجال لمزيد من المكاسب، في حين أن الفشل في تجاوزه قد يدفع الزوج إلى تماسك أو تصحيح محدود.