افتتح الجنيه الإسترليني تعاملات الأسبوع بقوة لافتة، مسجلاً أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات مقابل الدولار الأمريكي، وتحديدًا بالقرب من 1.3600، وسط تراجع في ثقة الأسواق تجاه العملة الأمريكية نتيجة لتقلبات السياسة التجارية التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي حين تسببت العطلات الرسمية في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في ضعف السيولة، إلا أن التقلبات في المشهد السياسي والاقتصادي الأمريكي حفزت تحركات قوية في السوق.
جاء الأداء القوي للإسترليني مدفوعًا ببيانات تضخم ومبيعات تجزئة إيجابية فاقت التوقعات في المملكة المتحدة، وهو ما خفّض من احتمالات إجراء تخفيضات كبيرة على أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا خلال ما تبقى من العام. في المقابل، تعرض الدولار الأمريكي لضغوط متزايدة بعدما قام ترامب بتأجيل تطبيق تعريفات جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، والتي كانت مقررة في الأول من يونيو، إلى التاسع من يوليو عقب مكالمة هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
ورغم أن هذا التأجيل خفف مؤقتًا من توتر الأسواق، إلا أن التهديدات المستمرة من ترامب، ومنها فرض رسوم بنسبة 25% على شركة آبل بسبب عدم تصنيعها داخل الولايات المتحدة، عززت الشكوك حيال استقرار السياسة الاقتصادية الأمريكية. وقد أشار بعض المستثمرين إلى أن هذه التصريحات تُعد تدخلاً غير مسبوق في قرارات الشركات الخاصة، ما يُضعف مناخ الأعمال بشكل عام.
وفي ظل هذه الأجواء، واصل مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي التحذير من احتمال حدوث ركود تضخمي نتيجة تلك السياسات، حيث أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، أن "صدمة التعريفات" تؤثر سلبًا على التوقعات الاقتصادية وأن تعديل السياسة النقدية غير مرجح قبل الخريف.
وعلى الصعيد الفني، يدعم التحليل استمرار الاتجاه الصعودي للجنيه الإسترليني، حيث يشير مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى زخم إيجابي قوي، وتوجه المتوسطات المتحركة القصيرة والطويلة إلى الأعلى. يقف مستوى 1.3750 كمقاومة رئيسية، في حين يُتوقع أن يوفر مستوى 1.3445 دعمًا قويًا في حال أي تراجعات.
