الإسترليني يصعد بدعم من تأكيد نمو الاقتصاد البريطاني رغم مخاوف الربع الأخير

سجل الجنيه الإسترليني مكاسب ملحوظة أمام معظم العملات الرئيسية خلال تعاملات يوم الاثنين، مدعومًا بصدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي المعدلة للمملكة المتحدة، والتي أكدت نمو الاقتصاد بنسبة 0.1% على أساس ربع سنوي خلال الربع الثالث، بما يتوافق مع التقديرات الأولية.

ورغم الدعم المؤقت الذي وفرته البيانات، لا تزال الأسواق تتعامل بحذر مع آفاق الاقتصاد البريطاني، في ظل مخاوف تتعلق بأداء الربع الأخير من العام. وتشير التقديرات الصادرة عن بنك إنجلترا إلى احتمالية تسجيل نمو صفري خلال الربع الرابع، وهو ما يحد من التفاؤل بشأن التعافي الاقتصادي.

وكان بنك إنجلترا قد خفض سعر الفائدة الأسبوع الماضي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.75%، في قرار جاء بأغلبية ضيقة، بالتزامن مع تحذيرات من ضعف النشاط الاقتصادي. كما أظهرت بيانات سابقة انكماش الاقتصاد البريطاني بشكل غير متوقع خلال أكتوبر.

وفي المرحلة المقبلة، من المتوقع أن تتركز تحركات الجنيه الإسترليني على توقعات الأسواق لمسار السياسة النقدية لبنك إنجلترا، خاصة مع جدول اقتصادي محدود خلال الأيام القادمة. وأكد البنك المركزي في بيانه الأخير أن وتيرة تراجع التضخم لا تزال تدريجية، ما يترك الباب مفتوحًا أمام الحذر في اتخاذ قرارات إضافية.

في المقابل، استفاد الإسترليني أيضًا من تراجع الدولار الأمريكي، إذ ارتفع زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار ليقترب من مستوى 1.3400، مع ميل المستثمرين إلى تقليص مراكزهم قبيل صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكية للربع الثالث. ويتداول مؤشر الدولار قرب 98.60 وسط ضغوط طفيفة.

وتشير التوقعات إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة مقارنة بالربع السابق، ما قد يدفع الأسواق إلى إعادة تقييم رهانات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وتُظهر تسعيرات الأسواق احتمالًا محدودًا لخفض الفائدة خلال اجتماع يناير المقبل.

من الناحية الفنية، يحافظ زوج GBP/USD على اتجاه صعودي معتدل، حيث يتداول فوق متوسطاته المتحركة الرئيسية، مدعومًا بزخم إيجابي في مؤشر القوة النسبية. ويظل مستوى المقاومة قرب 1.3470 نقطة محورية، إذ قد يؤدي اختراقه إلى تعزيز مكاسب الزوج، بينما توفر مستويات الدعم القريبة أرضية صلبة لأي تصحيحات محتملة.