الإيثريوم يقترب من مستويات تاريخية وسط تدفقات ضخمة واهتمام مؤسسي متصاعد
الإيثريوم يكتسب زخمًا هائلًا بعد تدفقات قياسية بقيمة 2.18 مليار دولار من صناديق الاستثمار، وتوقعات باختراق مستويات المقاومة نحو أعلى سعر في تاريخه.

يواصل الإيثريوم (ETH) تحقيق مكاسب قوية، متداولًا حاليًا بالقرب من مستوى 3780 دولار، مدعومًا بموجة شراء مؤسسية لافتة وتطورات جديدة قد تغيّر قواعد اللعبة في سوق العملات المشفرة. أحد أبرز هذه التطورات هو إعلان "آلة الإيثريوم" عن إطلاق خزينة رقمية تحتوي على 400 ألف إيثريوم، بقيمة تقدر بـ1.5 مليار دولار، وذلك بعد دمجها مع شركة "دينامكس" المدرجة في بورصة ناسداك. من المنتظر أن تُدرج الكيان الجديد تحت الرمز ETHM، عقب موافقة المساهمين.
الخزينة الجديدة جذبت اهتمام كبار المستثمرين، من بينهم "بانتيرا كابيتال" و"كراكن" و"إلكتريك كابيتال"، وتهدف إلى تحقيق عوائد من خلال استراتيجيات متعددة تشمل التخزين، إعادة التخزين، وخدمات التمويل اللامركزي (DeFi). وتضاف هذه الخطوة إلى سلسلة تحركات مشابهة من شركات مثل شارب لينك غيمينغ وبيت ماين، في سياق توسّع سريع لاعتماد خزائن الإيثريوم.
بالتوازي، سجّلت صناديق الاستثمار المتداولة في الإيثريوم داخل الولايات المتحدة تدفقات أسبوعية قياسية بلغت 2.18 مليار دولار، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 908 مليون دولار، وممددة بذلك سلسلة صعودها إلى عشرة أسابيع متتالية بإجمالي 5.01 مليار دولار. ووفقًا لمحللي "بيرنشتاين"، فإن هذا الزخم يعكس انتقال الإيثريوم من مجرد أداة مضاربة إلى بنية تحتية مالية فعلية تدعم العملات المستقرة والأصول الرقمية على البلوكشين.
وأكدت المذكرة أن الإيثريوم، الذي يستحوذ على قرابة 50% من سوق العملات المستقرة عالميًا، أصبح القناة الأساسية لنقل القيمة الرقمية، لا سيما بعد توقيع الرئيس ترامب قانون "GENIUS" لتنظيم العملات المستقرة. ويرى المحللون أن البنوك وشركات التكنولوجيا المالية ستواصل شراء الإيثريوم بكثافة لاستخدامه في تسوية الرسوم ونشر الأصول الرمزية على الشبكات اللامركزية.
من الناحية الفنية، تجاوز الإيثريوم مستوى المقاومة الرئيسي عند 3750 دولار، مما قد يمهّد الطريق لاختبار الحد العلوي لنموذج فني استمر نحو أربع سنوات، ويقع عند مستوى 4000 دولار. وإذا تمكن من تجاوز حاجز 4100 دولار، فقد يتجه لاختبار أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4878 دولار.
ومع أن المؤشرات الفنية مثل RSI وStochastic تُظهر وصول الإيثريوم إلى منطقة تشبّع شرائي، ما قد يؤدي إلى تراجع مؤقت، فإن السيناريو الصاعد يبقى قائمًا ما لم ينخفض السعر تحت مستوى الدعم البالغ 3200 دولار، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة اختبار حاجز 2850 دولار.
كل هذه المؤشرات ترسم صورة واضحة: الإيثريوم لم يعد مجرد أصل رقمي، بل أصبح ركيزة أساسية في البنية المالية العالمية القادمة.