الإيثيريوم تحت الضغط: تراجع دون 3700 دولار رغم تراكم الحيتان ودعم المؤسسات
انخفض الإيثيريوم دون مستوى الدعم الحرج عند 3700 دولار مع تزايد ضغوط الفيدرالي وتعريفات ترامب، في وقت يواصل فيه المستثمرون الكبار والمؤسسات تجميع العملة بقوة.

شهد سعر الإيثيريوم تراجعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الجاري، ليكسر مستوى الدعم الرئيسي عند 3700 دولار مسجلًا انخفاضًا بنسبة 7% تقريبًا، وسط تصاعد التوترات الاقتصادية الناتجة عن السياسات النقدية المتشددة وتصعيد في الرسوم الجمركية من قبل إدارة ترامب. يأتي هذا التراجع في ظل موجة عامة من تجنب المخاطر في الأسواق، خصوصًا بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الخامسة تواليًا، متجاهلًا ضغوطًا سياسية قوية لخفضها.
رئيس الفيدرالي، جيروم باول، أشار إلى أن البنك لم يحسم بعد قراره بشأن خفض الفائدة في سبتمبر، مما أدى إلى تراجع التوقعات بحدوث هذا الخفض من 60% إلى 43% فقط، بحسب بيانات CME FedWatch. هذا الحذر ألقى بظلاله على الأصول عالية المخاطر، مثل الإيثيريوم.
في موازاة ذلك، ورغم إعلان الولايات المتحدة عن اتفاقات تجارية مع الاتحاد الأوروبي واليابان، فإن الصورة سرعان ما تعكرت بإعلان ترامب عن رسوم جمركية ضخمة بنسبة 50% على العديد من الدول، شملت سويسرا والبرازيل ودولًا آسيوية، في خطوة يرى المحللون أنها قد تعزز مناخ عدم اليقين وتؤثر سلبًا على أسواق الأصول الرقمية.
ورغم هذا التراجع، تواصل محافظ الحيتان والمؤسسات الاستثمارية الكبرى تعزيز مراكزها في الإيثيريوم. بيانات Lookonchain أظهرت أن اثنتين من المحافظ الجديدة اشترت ما مجموعه 68,297 عملة إيثيريوم بقيمة تتجاوز 252 مليون دولار في يوم واحد، بينما سجلت 12 محفظة جديدة تراكمًا يقارب 2.92 مليار دولار من العملة منذ أوائل يوليو.
الاهتمام المؤسسي بالإيثيريوم يبدو أيضًا في تزايد، إذ شهدت صناديق الاستثمار المتداولة للعملة تدفقات إيجابية تجاوزت 5.4 مليار دولار خلال يوليو فقط، وهي أعلى وتيرة شهرية منذ إطلاق هذه المنتجات، وفقًا لبيانات SoSoValue.
فنيًا، تشير المؤشرات إلى ضعف في الزخم الصعودي، حيث انخفض مؤشر القوة النسبية (RSI) متجهًا نحو المناطق المحايدة، بينما أكد مؤشر MACD وجود تقاطع هبوطي يدعم التوقعات السلبية. إذا استمر الضغط البيعي، قد يتجه الإيثيريوم لإعادة اختبار الدعم الفني عند 3500 دولار. أما في حال حدوث ارتداد قوي، فقد تكون العودة إلى مستويات 4000 دولار واردة، لكن ذلك مرهون بتحسن شهية المخاطرة واستقرار المناخ الكلي.
وبينما يتطلع المتداولون إلى ما سيحمله أغسطس، خاصة مع تاريخ إيجابي نسبيًا لعوائد الإيثيريوم خلال هذا الشهر، تبقى العوامل الجيوسياسية والنقدية هي المهيمنة على المشهد، وقد تحدد المسار القادم للعملة الرقمية الثانية عالميًا.