سجلت أسواق العملات المشفرة تراجعًا ملحوظًا خلال الساعات الأخيرة، بعدما أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن خفض جديد للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه لشهر ديسمبر، وهو الخفض الثالث على التوالي. وقد اتسمت الخطوة بطابع “حذر”، بحسب وصف الأسواق، نتيجة الانقسام الواضح بين أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
خفض الفيدرالي نطاق الفائدة إلى 3.50%–3.75% بتصويت 9 أعضاء مقابل 3، حيث فضّل أحد الأعضاء خفضًا أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، بينما رأى اثنان ضرورة الإبقاء على الفائدة دون تغيير. وتشير التوقعات الحالية إلى خفض واحد فقط في كل من عامي 2026 و2027، مما يعكس موقفًا أكثر تحفظًا تجاه السياسة النقدية المستقبلية.
تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول عززت هذا النهج، حيث أشار إلى أن البنك المركزي سيتبنى موقف “الانتظار والترقب” خلال الفترة المقبلة، مع التأكيد على المخاطر المتزايدة التي يواجهها سوق العمل، إلى جانب استمرار الضغوط التضخمية.
هبوط جماعي يقوده البيتكوين والإيثيريوم
أثرت لهجة الفيدرالي مباشرة على أداء العملات المشفرة، حيث فقدت البيتكوين زخمها وتراجعت دون مستوى 90,000 دولار بعد هبوط يزيد على 3%. وتبعها الإيثيريوم بانخفاض بنسبة 4% ليتداول دون 3,200 دولار، فيما تكبد XRP خسائر مماثلة، متراجعًا بأكثر من 4% مع صعوبة الحفاظ على مستوى 2.00 دولار النفسي.
وجاءت هذه التحركات وسط موجة تصفية كبيرة ضربت مراكز الشراء على وجه الخصوص، حيث تم تسجيل عمليات تصفية تتجاوز 440.2 مليون دولار خلال 12 ساعة فقط، وفق بيانات Coinglass. وشكلت مراكز الشراء الجزء الأكبر من هذه التصفية بما قيمته 334.8 مليون دولار مقابل 105 ملايين دولار لتصفية مراكز البيع.
وبينما تتفاعل الأسواق مع إشارات الفيدرالي المتحفظة، يستعد المتداولون لمرحلة قد تشهد مزيدًا من التقلبات، خصوصًا مع بقاء العوامل الأساسية — مثل توقعات الفائدة والتضخم — في حالة عدم يقين مرتفعة.
