البيتكوين يتراجع بهدوء بانتظار اختراق سياسي: الأنظار على محادثات السلام وتأثيرها على الأسواق
يتراجع سعر البيتكوين إلى حوالي 103600 دولار وسط ترقب محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا قد تؤثر على شهية المخاطرة في الأسواق. ورغم الزخم الضعيف حاليًا، فإن الأساسيات الفنية والدعم الجيوسياسي المحتمل قد يدفعان العملة نحو مستويات قياسية جديدة.

يتحرك سعر البيتكوين حاليًا ضمن نطاق ضيق حول 103600 دولار، بعدما فشل عدة مرات في تجاوز مستوى المقاومة عند 105000 دولار خلال الأيام الماضية. يأتي هذا التباطؤ وسط ترقب عالمي لمحادثات السلام المرتقبة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، والتي قد تترك أثرًا كبيرًا على معنويات المستثمرين في الأسواق عالية المخاطر.
وتعتبر هذه المفاوضات الأولى من نوعها منذ عام 2022، وقد جاءت بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استجابة لضغوط دولية متزايدة لوقف إطلاق نار مؤقت مدته 30 يومًا. من المنتظر أن يشارك مسؤولون كبار من الولايات المتحدة، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو، في هذه المحادثات. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبدى استعداده للارتقاء بالمفاوضات إلى مستوى القمة، داعيًا بوتين للقاء مباشر – رغم أن حدوث هذا اللقاء لا يزال غير مؤكد.
تحقيق أي تقدم ملموس في هذه المحادثات قد يؤدي إلى تعزيز ثقة الأسواق وتحفيز موجة صعودية في الأصول الخطرة، وعلى رأسها البيتكوين. وعلى الرغم من أن السعر لا يزال أدنى من المقاومة الحاسمة، إلا أن مؤشرات السوق تعكس تماسكًا في البنية العامة.
من العوامل الداعمة أيضًا، توقيع اتفاقية تجارية ضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية بقيمة 600 مليار دولار، والتي أدت إلى تحفيز الأسواق وتقوية شهية المستثمرين للمخاطرة، بالإضافة إلى بيانات التضخم الأمريكية الأخيرة التي جاءت أقل من المتوقع، ما زاد من احتمالات خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام.
في المقابل، يبدي الاحتياطي الفيدرالي حذرًا ملحوظًا بسبب تأثيرات الرسوم الجمركية على التضخم وسوق العمل، مما دفع بعض المحللين لتوقع أول خفض للفائدة في سبتمبر بدلًا من يوليو، مع تخفيض توقعات خفض الفائدة لعام 2025 من أربع مرات إلى اثنتين فقط.
وبحسب تقرير صادر عن K33 للأبحاث، فإن الاتجاه الصعودي للبيتكوين يبدو مستقرًا وصحيًا، حيث تحولت معدلات التمويل في بورصة بينانس من سلبية إلى إيجابية بشكل طفيف، وهي علامة كانت حاضرة في موجات صعود سابقة. كما لاحظ التقرير تراجعًا في الاعتماد على صناديق البيتكوين ذات الرافعة المالية، ما يشير إلى توازن أكبر في السوق وتجنب المبالغة في المخاطرة.
وبالنظر إلى المؤشرات الفنية، يظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) انخفاضًا طفيفًا من منطقة التشبع الشرائي، حاليًا عند 69، ما يعكس ضعفًا نسبيًا في الزخم الصعودي. إذا استمر المؤشر بالهبوط دون المستوى المحايد عند 50، فقد يتجه البيتكوين لاختبار دعم نفسي عند 100000 دولار.
من جهة أخرى، أي اختراق ناجح فوق المقاومة عند 105000 دولار قد يفتح المجال أمام تسجيل قمم تاريخية جديدة، ربما تتجاوز المستوى القياسي المسجل في يناير الماضي عند 109588 دولار.