الجنيه الإسترليني تحت الضغط مع تصاعد رهانات خفض الفائدة من بنك إنجلترا وترقب قرار الفيدرالي

يتحرك الجنيه الإسترليني بحذر وسط توقعات قوية بخفض وشيك للفائدة من بنك إنجلترا، بينما تترقب الأسواق قرار الاحتياطي الفيدرالي الذي قد يحدد المسار القادم للعملات.

Dec 9, 2025 - 11:45
الجنيه الإسترليني تحت الضغط مع تصاعد رهانات خفض الفائدة من بنك إنجلترا وترقب قرار الفيدرالي

يشهد الجنيه الإسترليني تداولات متذبذبة أمام معظم العملات الرئيسية، مع تصاعد قناعات المتعاملين بأن بنك إنجلترا يتجه نحو خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ليصل السعر المرجعي إلى مستوى 3.75%.

وتعززت هذه التوقعات بفعل مؤشرات على ضعف سوق العمل البريطاني وتباطؤ وتيرة التضخم. وأظهر استطلاع حديث أجرته شركتا KPMG ورابطة التوظيف أن التوظيف الدائم ظل ضعيفًا خلال الشهر الماضي، في ظل حالة ترقب تسبق ميزانية وزيرة الخزانة راشيل ريفز في أواخر نوفمبر، وسط مخاوف من زيادات ضريبية محتملة.

وفي السياق نفسه، أشار العضو الخارجي في بنك إنجلترا آلان تايلور إلى أن التضخم قد يعود قريبًا إلى مستهدف البنك عند 2%، مستندًا إلى تراجع تضخم الأجور والخدمات مؤخرًا. وأكد أن البنك بدأ بالفعل في كبح الضغوط التضخمية، مع تفاؤله بإمكانية تحقيق الاستقرار السعري في المستقبل القريب.

وتتجه أنظار المستثمرين حاليًا إلى خطاب محافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي المنتظر يوم الأربعاء، والذي قد يقدم إشارات أوضح بشأن المسار المستقبلي للسياسة النقدية البريطانية. كما يترقب السوق صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي لشهر أكتوبر يوم الجمعة للحصول على صورة أوضح عن قوة الاقتصاد.

في سوق العملات، يتحرك زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي ضمن نطاق ضيق أعلى مستوى 1.3300، بينما يترقب المستثمرون قرار السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وفي الوقت ذاته، يستقر مؤشر الدولار الأمريكي بالقرب من مستوى 99.00، دون اتجاه واضح.

وتسعّر الأسواق بشكل كبير احتمال إقدام الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لتصل إلى نطاق 3.50%–3.75%، بسبب تباطؤ سوق العمل الأمريكي. ومع ذلك، يبقى التركيز الأكبر على بيان الفيدرالي وتقرير التوقعات الاقتصادية والمؤتمر الصحفي لرئيسه جيروم باول، بحثًا عن إشارات حول مسار السياسة النقدية للفترة المقبلة.

ويحاول الاحتياطي الفيدرالي تحقيق توازن دقيق بين استمرار الضغوط التضخمية التي لا تزال أعلى من مستهدف 2%، وتباطؤ سوق العمل الذي يتأثر جزئيًا بانتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الاقتصادية.

كما يترقب المستثمرون صدور بيانات الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة (JOLTS) لشهر أكتوبر، والتي يُتوقع أن تظهر إضافة نحو 7.2 مليون وظيفة جديدة، ما قد يؤثر على تحركات الدولار.

من الناحية الفنية، يحافظ الجنيه الإسترليني على تداولاته فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا عند مستوى 1.3244، ما يدعم النظرة الإيجابية على المدى القريب. ويشير مؤشر القوة النسبية إلى زخم صعودي معتدل دون الوصول إلى مناطق التشبع الشرائي.

ويعزز الإغلاق اليومي فوق مستوى 1.3402 فرص استمرار الصعود نحو قمة منتصف أكتوبر قرب 1.3471، في حين أن الفشل في تجاوز هذا المستوى قد يبقي الأسعار في نطاق عرضي مع احتمالات تراجع نحو منطقة 1.3305.