الجنيه الإسترليني يتراجع بقوة بعد انكماش الاقتصاد البريطاني للشهر الثاني على التوالي
هبط الجنيه الإسترليني بعد أن أظهر الاقتصاد البريطاني انكماشًا جديدًا في أكتوبر، ما يعزز توقعات خفض الفائدة من بنك إنجلترا الأسبوع المقبل.
تعرض الجنيه الإسترليني لضغوط واسعة أمام العملات الرئيسية خلال تداولات الجمعة، بعد أن كشفت بيانات الناتج المحلي الإجمالي لشهر أكتوبر عن انكماش جديد بنسبة 0.1%، مخالفًا التوقعات التي كانت تشير إلى تسجيل نمو طفيف. ويأتي هذا الانكماش للشهر الثاني على التوالي، ما يزيد من قلق الأسواق بشأن قوة الاقتصاد البريطاني.
ويتعارض التراجع الاقتصادي الأخير مع التوقعات المتفائلة التي صدرت مؤخرًا عن مكتب مسؤولية الميزانية، والذي رفع تقديراته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 من 1.0% إلى 1.5%. ورغم هذه الزيادة المتوقعة، فإن البيانات الحالية تشير إلى تباطؤ فعلي يزيد من احتمالات أن يلجأ بنك إنجلترا إلى خفض أسعار الفائدة.
وترى الأسواق أن التراجع المستمر في النمو يعزز فرضية اتخاذ لجنة السياسة النقدية خطوة نحو خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعها المرتقب الأسبوع المقبل، وهو ما تم بالفعل تسعيره من قبل المتداولين ليصل معدل الفائدة الرئيسي إلى 3.75%.
وفي المقابل، أظهر تقرير الناتج المحلي ارتفاعًا في الإنتاج الصناعي بنسبة 1.1% خلال أكتوبر، متجاوزًا التقديرات السابقة، وذلك بعد تراجع حاد بنسبة 2% في سبتمبر. وعلى أساس سنوي، جاء تباطؤ الإنتاج الصناعي عند 0.8% وهو أفضل من التوقعات ومن القراءة السابقة، بينما سجل الإنتاج التصنيعي نموًا أضعف من المتوقع عند 0.5% بعد انخفاض سابق بلغ 1.7%.
وتتجه أنظار المستثمرين خلال الأسبوع المقبل إلى حزمة من البيانات الاقتصادية المهمة في المملكة المتحدة، تشمل أرقام سوق العمل للفترة المنتهية في أكتوبر، وقراءة التضخم لشهر نوفمبر، إضافة إلى نتائج مؤشرات مديري المشتريات الأولية لشهر ديسمبر، والتي ستلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل توقعات الجنيه الإسترليني خلال الفترة المقبلة.