الجنيه الإسترليني يتراجع رغم قوة الاقتصاد البريطاني وسط صعود الدولار الأمريكي

سجّل الجنيه الإسترليني تراجعًا مقابل الدولار الأمريكي رغم البيانات الاقتصادية القوية من المملكة المتحدة، وذلك نتيجة صعود الدولار المدعوم بالتفاؤل حول صفقة تجارية أمريكية أوروبية وتحسّن ثقة المستهلك الأمريكي. المستثمرون يراقبون عن كثب تحركات بنك إنجلترا المقبلة بشأن أسعار الفائدة.

May 28, 2025 - 18:16
الجنيه الإسترليني يتراجع رغم قوة الاقتصاد البريطاني وسط صعود الدولار الأمريكي

انخفض الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي ليقترب من مستوى 1.3460 خلال تعاملات الأربعاء، مواصلاً تراجعه من أعلى مستوياته في ثلاث سنوات، رغم مؤشرات تعافي الاقتصاد البريطاني. يأتي هذا التراجع في وقت يشهد فيه الدولار الأمريكي صعودًا مدعومًا بتطورات إيجابية على صعيد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تحسن ثقة المستهلك في الولايات المتحدة.

وكان أداء العملة البريطانية ضعيفًا مقارنةً بنظرائها خلال جلسات التداول الأوروبية، حيث اتخذ المستثمرون موقفًا حذرًا بعد الارتفاع الأخير في سعر صرف الإسترليني. هذا التراجع المؤقت يأتي وسط ترقب واسع لما إذا كان بنك إنجلترا سيواصل خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب في يونيو.

وكان البنك المركزي البريطاني قد خفّض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس هذا الشهر لتصل إلى 4.25%، في قرار انقسمت فيه الآراء داخل لجنة السياسة النقدية. وعلى الرغم من ذلك، تشير بيانات اقتصادية حديثة إلى أداء قوي للاقتصاد، مما قد يقلل من احتمالات المزيد من التيسير النقدي.

فقد ارتفع التضخم في قطاع الخدمات إلى 5.4% على أساس سنوي في أبريل، مقابل 4.7% في مارس، كما نمت مبيعات التجزئة بنسبة 1.2% على أساس شهري. أما الناتج المحلي الإجمالي فقد سجّل نموًا بنسبة 0.7% في الربع الأول من العام، متجاوزًا بكثير النمو المسجل في نهاية 2024 والذي بلغ 0.1%. في السياق ذاته، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد البريطاني لهذا العام إلى 1.2%.

في المقابل، استفاد الدولار الأمريكي من موجة تفاؤل بشأن قرب توصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري، حيث اتفق المفاوضون على تكثيف الاجتماعات. وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استجابة سريعة من الجانب الأوروبي بعد فرض تعريفة جمركية بنسبة 50%، معتبرًا ذلك مؤشرًا إيجابيًا.

كما تلقى الدولار دعمًا إضافيًا من بيانات ثقة المستهلك الأمريكي التي أظهرت تحسنًا كبيرًا في مايو، حيث ارتفع المؤشر إلى 98.0 بعد شهور من التراجع. وساهمت أيضًا بوادر تهدئة في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين في تعزيز معنويات الأسر الأمريكية.

وتترقّب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) في الولايات المتحدة يوم الجمعة، غير أن التوقعات تشير إلى تأثير محدود على سياسة الاحتياطي الفيدرالي، الذي يواصل اعتماد نهج التريث في ضوء السياسات الاقتصادية الجديدة تحت إدارة ترامب.

فنيًا، لا يزال الجنيه الإسترليني يحافظ على بعض الزخم الإيجابي رغم التراجع، إذ يتداول أعلى من المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا البالغ 1.3380. ويستقر مؤشر القوة النسبية فوق مستوى 60، ما يشير إلى استمرار الزخم الصعودي على المدى القصير. وتظل المقاومة الرئيسية التالية عند مستوى 1.3750، بينما يشكل المتوسط المتحرك أبرز مستويات الدعم.