الجنيه الإسترليني يتراجع مع ضعف سوق العمل وارتفاع البطالة في المملكة المتحدة
تراجع الجنيه الإسترليني أمام العملات الرئيسية بعد بيانات التوظيف البريطانية التي أظهرت تدهورًا في سوق العمل وارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى منذ عام 2021، مما عزز التوقعات بخفض الفائدة من بنك إنجلترا الشهر المقبل.
تراجع الجنيه الإسترليني بشكل حاد مقابل العملات الرئيسية يوم الثلاثاء، بعدما أظهرت بيانات سوق العمل في المملكة المتحدة للأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر/أيلول تدهورًا أكبر في ظروف التوظيف. وأفاد مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) بأن أصحاب العمل قاموا بتسريح نحو 22 ألف عامل، مقارنة بإضافة 91 ألف وظيفة في الأشهر الثلاثة المنتهية في أغسطس، لتكون هذه المرة الأولى التي يتراجع فيها إجمالي عدد العاملين منذ مارس 2024.
كما ارتفع معدل البطالة في المملكة المتحدة وفقًا لمعايير منظمة العمل الدولية إلى 5%، متجاوزًا التوقعات البالغة 4.9% والقراءة السابقة عند 4.8%، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2021. ومن المتوقع أن تؤدي هذه البيانات إلى تعزيز الرهانات على أن بنك إنجلترا سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في ديسمبر، خاصة بعد أن أزال البنك المركزي مؤخرًا لهجته الحذرة بشأن “تخفيف السياسة النقدية التدريجي”.
وفي الوقت نفسه، أظهرت البيانات تباطؤ نمو الأجور في المملكة المتحدة، إذ ارتفع متوسط الأجور في الساعة باستثناء المكافآت بمعدل 4.6% على أساس سنوي، كما هو متوقع، مقارنة بنمو قدره 4.7% في الفترة السابقة. كما ارتفع متوسط الأجور بما في ذلك المكافآت بنسبة أبطأ بلغت 4.8%، مقارنة بالتقديرات البالغة 4.9% والقراءة السابقة البالغة 5%.
تراجع الجنيه الإسترليني إلى قرب مستوى 1.3130 مقابل الدولار الأمريكي خلال جلسة التداول الأوروبية، وسط ضغوط بيع قوية بعد صدور بيانات التوظيف الأضعف من المتوقع. وفي المقابل، ظل الدولار الأمريكي مستقرًا نسبيًا مع تقدم مجلس الشيوخ الأمريكي بمشروع قانون تمويل الحكومة إلى مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون. ويتداول مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بشكل ثابت حول 99.60 في وقت كتابة التقرير، بينما يترقب المستثمرون إشارات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة المحتمل في ديسمبر، إذ تشير أداة FedWatch إلى احتمال بنسبة 62.4% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس.
من المنتظر أن تركز الأسواق خلال الأيام المقبلة على بيانات الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة لشهر سبتمبر، والقراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، المقرر صدورها يوم الخميس. ويتوقع الاقتصاديون أن يسجل الاقتصاد نموًا بنسبة 0.2% في الربع الثالث، أبطأ من التوسع البالغ 0.3% في الربع الثاني. تقنيًا، يظل الاتجاه العام للجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي هبوطيًا، إذ يتداول الزوج أدنى المتوسط المتحرك الأسي لـ200 يوم عند 1.3264، بينما يواجه مؤشر القوة النسبية صعوبة في تجاوز مستوى 40، مع توقعات باستمرار الزخم الضعيف على المدى القريب.