الجنيه الإسترليني يتراجع من قمة ثلاث سنوات وسط استقرار الدولار وترقب قرارات البنوك المركزية

شهد الجنيه الإسترليني تراجعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي يوم الثلاثاء، حيث انخفض من أعلى مستوياته في ثلاث سنوات ليتداول زوج GBP/USD حول 1.3510، بخسائر تقارب 0.5% خلال الجلسة الأمريكية. جاء هذا التراجع بالتزامن مع تحسن محدود في أداء الدولار الأمريكي، الذي تلقى دعمًا من تفاؤل المستثمرين بحدوث انفراجة في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

رغم هذا الانخفاض، لا تزال العوامل الأساسية التي تدعم الجنيه قوية نسبيًا، خصوصًا في ظل التغيرات الأخيرة في توقعات السوق بشأن توجهات بنك إنجلترا. فقد جاء قرار البنك في مايو أكثر تشددًا من المتوقع، كما ساهمت بيانات التضخم المرتفعة الصادرة الأسبوع الماضي في تقليص التوقعات بشأن أي خفض وشيك في أسعار الفائدة.

أشار مايكل براون، كبير استراتيجيي الأبحاث لدى بيبرستون، إلى أن القوة الأخيرة في الجنيه ليست فقط بسبب ضعف الدولار، بل تدعمها أيضًا ظروف محلية مثل قرارات السياسة النقدية البريطانية وبيانات الاقتصاد الكلي المفاجئة.

وأظهرت بيانات الأسواق أن احتمالات خفض سعر الفائدة البريطاني هذا العام قد تراجعت بوضوح، إذ أصبح نحو 93.6% من المتداولين يتوقعون تثبيت الفائدة في الاجتماع المقبل، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز. وكانت آخر خطوة لبنك إنجلترا هي خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.25% في بداية مايو.

في المقابل، أظهرت بيانات أمريكية حديثة انخفاض طلبات السلع المعمرة بنسبة 6.3% خلال أبريل، بعد ارتفاع قوي في مارس، متأثرة بانخفاض كبير في طلبيات معدات النقل وعلى رأسها بوينغ. لكن ثقة المستهلك الأمريكي عادت للارتفاع خلال مايو، لتصل إلى 98.0 مقارنة بـ85.7 في الشهر السابق.

وينتظر المستثمرون هذا الأسبوع سلسلة من الأحداث الاقتصادية الأمريكية المهمة، تشمل محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، وتقرير الناتج المحلي الإجمالي المعدل يوم الخميس، وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة. كما أن تصريحات مسؤولي بنك إنجلترا المرتقبة قد تؤثر على حركة الجنيه الإسترليني في الأيام المقبلة.